هدوء يسود غزة بعد سيطرة مطلقة لحماس عليها

16-06-2007

هدوء يسود غزة بعد سيطرة مطلقة لحماس عليها

ساد مناطق قطاع غزة منذ صبيحة الجمعة هدوء لم تعشه منذ اندلاع الاشتباكات العنيفة الدامية التي شهدتها مختلف أرجاء القطاع قبل خمسة أيام.
 وبسقوط مقار الأجهزة الأمنية الفلسطينية في يدها باتت السيطرة المطلقة على غزة بأيدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي همت عناصرها وأجهزتها المسلحة بجمع الأسلحة والذخيرة من هذه المقار.
وانحسر انتشار المسلحين التابعين لحماس على الشوارع الرئيسية ومراكز البلدات والمخيمات الفلسطينية والنقاط المحيطة بالمقرات الأمنية والقوة التنفيذية التي سقطت الواحدة تلو الآخرى في يد كتائب عز الدين القسام جناح حماس المسلح.
 ووسط تهاوي مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية الأمنية التي سيطرت عليها فتح على مدار 12 عاما، التزم عناصر الأجهزة الأمنية ونشطاؤها منازلهم، فيما توارى عن الأنظار عدد من مسؤوليها وقادة أجهزتها الأمنية ممن فضلوا البقاء في غزة.
 ما نجح عدد من قادة الحركة، في التسلل إلى الضفة الغربية ومصر قبل أن تتمكن قوات حماس من فرض سيطرتها على كافة حدود قطاع غزة.
 وبعد إحكام حماس سيطرتها على غزة، شرع عدد من أفراد حركة فتح والمنتسبين للأجهزة الأمنية بتسليم أسلحتهم وذخائرهم، استجابة لنداء كتائب عز الدين القسام، التي أمهلت عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية حتى الساعة السابعة من يوم الجمعة، لتسليم أسلحتهم. 
 ودعا بيان لكتائب القسام -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- جميع عناصر الأجهزة الأمنية ومن وصفهم بـ"تيار فتح الانقلابي"، بأن يسلموا كامل سلاحهم، طوعا، إلى قادة الكتائب المعروفين في المناطق، مشيرا إلى أنها ستعتبر كل من يرفض ذلك مطلوبا عندها.
 ميدانيا شارك مؤيدو حماس ومناصروها بعد صلاة الجمعة في كافة مدن قطاع غزة في حشود تظاهرية ابتهاجا بسيطرة حماس على الأجهزة الأمنية. 
 ووسط أجواء الابتهاج هذه، يترقب بقية السكان الفلسطينيين الذين لم يكن لهم حضور ملحوظ في الشوارع، بقلق بالغ التطورات في الأيام القادمة حيث يخشون من خطوات وإجراءات إسرائيلية يترتب عليها محاصرة القطاع وإغلاق معابره ومنع دخول الوقود والمواد الغذائية عبرها.
 وبدت سيطرة حماس واضحة على الأرض بعد أن توقفت ثلاث إذاعات محلية تابعة ومقربة من فتح -التي كانت تعتبرها حماس من أشد الأبواق المحرضة ضدها- كما توقف عمل تلفزيون فلسطين في قطاع غزة بعد استيلاء مسلحين من حماس عليه حين استولوا على مقر الرئاسة الذي يقع التلفزيون في محيطه.
 يذكر أن موجة الاشتباكات الدموية التي تعتبر الأعنف منذ صعود نجم حماس في الانتخابات التشريعية مطلع العام الماضي أودت بحياة أكثر من 120 فلسطينيا إلى إصابة نحو 500 فلسطيني آخر.

أحمد فياض

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...