ميليشيا "قسد" تستقوي بالاحتلال الأميركي وتطلب من دمشق الاعتراف بها
من حضن الاحتلال الأميركي واستقواءً به بعدما زال مبدئياً خطر الاقتحام التركي لمناطق سيطرتهم، طلبت ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد» من دمشق الاعتراف بها وبما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية وبما سمته «حقوق الشعب الكردي ضمن إطار سورية تعددية موحدة».
وقال متزعم «قسد مظلوم عبدي»، في كلمة ألقاها خلال اجتماع حضره ضباط من «التحالف الدولي» المزعوم الذي يقوده الاحتلال الأميركي: «نطلب من دمشق التفاوض مع ممثلي الإدارة الذاتية وقوات سورية الديمقراطية، وترجيح الحل السياسي، وذلك على مبدأ الاعتراف بالإدارات الذاتية الديمقراطية، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الكردي ضمن إطار سورية».
جدير ذكره، أن المكون الكردي هو جزء من الشعب السوري الذي يعد أكثر من 24 مليون نسمة، ويحمل كلام عبدي دلالة واضحة على النوايا الانفصالية لتيارات وأحزاب وشخصيات كردية، علماً أن مناطق شمال وشمال شرق سورية التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية ذات أغلبية عربية ويشكل الكرد فيها أقلية.وفي وقت سابق من يوم أمس أفادت مصادر مقربة من «قسد»، وفق موقع «العربي الجديد» الإلكتروني القطري الداعم للتنظيمات الإرهابي، بأن الميليشيا ستعقد اجتماعاً في مدينة الحسكة، لقيادات الميليشيات المنضوية تحت رايتها، بقيادة مليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ«قسد».
وبحسب المصادر، «سيحضر الاجتماع ضباط من التحالف الدولي على رأسهم الجنرال نيكولاس بونت نائب قائد القوات الأميركية في التحالف».وذكرت المصادر، أن الاجتماع يهدف إلى «إعادة هيكلة المجالس العسكرية التابعة لقسد، وتشكيل مجلس عسكري عام» للميليشيا.
وتم الإعلان عن تشكيل «قسد» بدعم من «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، في العاشر من تشرين الأول عام 2015، بعدما استغلت تيارات وأحزاب كردية في شمال البلاد الحرب الإرهابية التي تشن على سورية منذ أكثر من ثماني سنوات الأوضاع، وقامت بدعم من الاحتلال الأميركي ودول إقليمية بإقامة ما سمته «الإدارة الذاتية» الكردية على مناطق شاسعة هناك.
وحولت تلك القوى الكردية نفسها إلى أداة بيد الاحتلال الأميركي وطعم للاحتلال التركي، وكلما ظهرت نوايا لدى واشنطن لبيعها في سوق السياسية، كانت تعمل تلك القوى على المسارعة إلى دمشق لإنقاذها، ولكن سرعان ما كانت تنسحب من الحوار مع دمشق عند أول ضغط من سيدها الأميركي.
وأكدت دمشق باستمرار على أن مناطق شمال وشمال شرق سورية كغيرها من المناطق ستعود إلى سيادة الدولة السورية سواء بالمصالحة أو العمل العسكري.وذكر متزعم «قسد»، أن الميليشيا «ستبذل كل ما بوسعها من أجل نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التوافق مع تركيا برعاية أميركية»، مشيراً إلى أن هناك اتفاقاً مبدئياً حول ترسيخ الأمن والاستقرار على الحدود مع تركيا.
وفي دلالة على رضوخ الميليشيا للاحتلال التركي، أوضح عبدي أن «قسد» ستكون طرفاً إيجابياً في مسألة ضبط الحدود، مشيراً إلى أن عفرين المحتلة من قبل نظام أردوغان تمثل نقطة مهمة في نجاح عملية السلام مع تركيا، وأنه من دون رجوع عفرين لوضعها السابق لن يكون هناك سلام دائم في سورية.
الوطن
إضافة تعليق جديد