مواطن سوري مغرم بدار الأوبرا
لأكثر من ثلاثة عقود طال انتظارنا لهذا المكان كونه يعبر تعبيراً دقيقاً عن سورية وتاريخها وحضارتها وثقافتها، ولأن المكان قد تعرض لحملة مغرضة وشرسة تهدف لإزاحة مديرها العام والاستيلاء على المنصب لغايات أبعد ما تكون عن التطوير وتلافي السلبيات التي قد تكون موجودة كما وجودها في أي مكان في هذا العالم، فالنقد الايجابي والبنّاء لا ينبغي أن يفسد للود قضية وانتقاد السلبيات بغرض تلافيها مستقبلاً ومحاسبة المسؤولين عنها عمل نبيل يساهم في ارتقاء بلدنا ورقيها.
المكان المقصود هو دار الأسد للثقافة والفنون، وتحديداً قسم المراسم والاستقبال المسؤول عن توزيع البطاقات واستقبال الزوار.
مرت فترة قصيرة كانت بها مسألة توزيع البطاقات سلسة تتم بمودة متبادلة بين الموظفات وطالبي البطاقات مرفقة بابتسامة فاغرة ولطف نادر مع تعابير الحيرة في حال عدم توفر المطلوب وتأمين طريقة للمساعدة، ولكن وبعد فترة عادت هذه المشكلة للظهور مع وجوه عابسة وألفاظ جامدة وفظة مثل " ما في شو نعملك؟ نبعت عَ المطبعة نطبعلك بطاقة خصوصي" !! أو " يعني من وين بدي جبلكون بطاقات من بيت أبي ما في خلصنا" !!!
ذكر على البرنامج الشهري بأن البطاقات توزع قبل يوم واحد من الحفلة وحددت الساعة التاسعة والنصف وقتاً لبدء التوزيع فلماذا نأتي في العاشرة إلا ربع ولا نجد أي بطاقة؟ الجواب لأن الذي يوزع للعموم هو نسبة العشرة في المائة فقط أما الباقي فمهمته توسيع شبكة علاقات السيد مسؤول المراسم والاستقبال على حساب الجمهور!! والدليل السخاء في العدد الموزع على السفارات والأصدقاء والمقربين ومن يراه يوزع البطاقات يكتشف ذلك بنفسه!!
هل هذا التبدل والتغير في الموضوع والتعامل مع الزوار ناتج عن تغيير إداري داخلي غير معروف يتعلق بمدير القسم أو موظف معين؟ أم أنه مفارقة تتعلق بعالم توزيع البطاقات وتأمينها للراغبين في دار الأوبرا!!
عندما يرى أحدنا هذا الصرح العظيم القابع في ساحة الأمويين يتمنى أن يكون له صلة مع أي أحد داخله ويحاول ويسعى جاهداًً من خلال أي شخص لحصوله على ذلك وعندما يصل لغايته " كما حصل معي بالمناسبة " يتمنى لو يستطيع العودة إلى الوراء ونسف أمنيته من أساسها، ويرجع ذلك لنوعية الأشخاص التي سيضطر الإنسان للتعامل معها!! والحكم المطلق على الجميع بأن هذا المكان بحاجة وبشكل طارئ وسريع لإعادة النظر في الكوادر البشرية التي
تديره ولتكن الشروط شديدة القسوة لجعل هذا المكان أفضل وعلى قدر الآمال.
ودليلي على ذلك ما حصل وتتردد أصداؤه في وزارة الثقافة، حيث استدعى السيد وزير الثقافة السيد مسؤول المراسم والاستقبال لمسألته على خلفية الملاسنة التي حصلت بين المذكور وبعض الاصدقاء "الأمر الذي اضطرهم لمقابلة الوزير والشكوى له مما حصل"، حيث قام الوزير بتأنيبه بشدة وتحذيره من تكرارها بعد جلسة طويلة نسبياً بينهما، كما سُئل من قبل السيد الوزير عن أسباب طلبه من السيد وكيل المعهد العالي للموسيقا مغادرة بهو الدار ومنعه من حضور الحفل الموسيقي الذي جاء لحضوره، وما زال السبب مجهولاً حتى الآن!!
نأتي هنا إلى الدكتور نبيل اللو مدير عام دار الأسد فصراعه مع وزير الثقافة السابق ليس خافياً على أحد وقد اعترف به في إحدى مقابلاته الصحفية، ووصول الوزير الحالي جعل الكثيرين يتنفسون الصعداء بشخص مثقف ومتفهم يعرف المهنة ومصاعبها ومتاعبها.
فهل يستحق موظف نام وصحا فوجد نفسه مسؤولاً عن أمر ما في مكان ما أن تتخلخل العلاقة بين الوزير والمدير؟
نبيل اللو مشهود له بالحكمة والصبر والدبلوماسية المفرطة وكذلك السيد الوزير ولكن خروج الأخير عن دبلوماسيته المعهودة أليس بدليل قاطع بأن الدكتور نبيل قد نحى بنفسه عن حل هذه المشكلة ورماها في ملعب السيد الوزير ليكون الحل جذرياً وحاسماً؟
هذه نظرية تقبل كل الاحتمالات ولكن الغاية المرجوة هي الوصول إلى آلية معينة لجعل هذا المكان بعيداً عن الصراعات الوظيفية والإدارية الهدامة وتقبلنا لها كصراعات ايجابية لمصلحة المكان وللارتقاء بهذه الواجهة الحضارية المهمة كثيراً لبلدنا مع ما نمر به من مصاعب حالية.
السيد الدكتور وزير الثقافة
السيد الدكتور مدير عام دار الأسد للثقافة والفنون
الحل بأيديكم فلماذا الانتظار؟
ضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب رجاءً
مع الاحترام
عبد العزيز عبد الله
إضافة تعليق جديد