مهاتير محمد يدعو إلى حظر "هاليبرتون" في ماليزيا

انتقد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد السبت، خطوة الحكومة الماليزية بالسماح لشركة الخدمات النفطية "هاليبرتون" ببدء العمل في البلاد، قائلاً إن ماليزيا ليست بحاجة "لأموال مضرجة بالدماء."

وقال وزير الحكومة الأسبق في بيان ملمحاً فيه إلى عقود الشركة العملاقة مع الحكومة الأمريكية في العراق "من المروع أننا سمحنا لهذه الشركة التي استغلت الحرب بالاستثمار في ماليزيا."

وتساءل مهاتير محمد ما إذا فقد الماليزيون الصفات الإنسانية ليسمحوا "لمجرمي الحرب هؤلاء القدوم والازدهار" على حساب اقتصاد البلاد.

المسؤول الماليزي الذي يحظى باحترام واسع في العالم الإسلامي- وكان قد تنازل عن الحكم الذي دام أكثر من عقدين عام 2003- ناشد الحكومة الماليزية بحظر "هاليبرتون" ومنعها من استخدام "ربحها المنحوس والعمل بأي طريقة" في ماليزيا.

يُذكر أن الشركة العملاقة التي ترأسها في فترة من الفترات نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني أطلقت مشروعاً استثمارياً هو عبارة عن مركز تصنيع بكلفة 62.5 مليون دولار بمنطقة "إسكندر" الاقتصادية في ولاية "جوهور" جنوب البلاد المعروفة كمركز استقطاب مهم للاستثمارات المحلية والأجنبية.

واتهم مهاتير، أحد أبرز الأصوات المنتقدة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة في ربيع 2003 على العراق، "هاليبرتون" بجمع مليارات الدولارات بشكل أرباح من حرب العراق.

وأضاف السياسي المخضرم أن قيمة سهم "هاليبرتون" قفزت من عشرة دولارات قبل تلك الحرب إلى قرابة 46 دولاراً حالياً وبعد أن ضمنت الشركة عدة عقود في العراق ناهزت قيمتها 20 مليار دولار.

وتساءل رئيس الوزراء الأسبق في بيانه "هل نحن بحاجة فعلاً إلى أموال مضرجة بالدماء لكيان محافظ حديث لعب دوراً في قتل العراقيين الأبرياء لتمويل نموّنا.؟ في إشارة إلى المشاريع الإنمائية المعتزم تنفيذها في ماليزيا، وفق وكالة أسوشيتد برس.

ووصف السياسي الرفيع كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش ونائبه "بمجرمي حرب" يجب أن يحاكما لما اقترفاه في العراق.

الجدير بالذكر أن مهاتير محمد يرأس حالياً منظمة خاصة لدعم السلام الدولي تسمى "بيردانا غلوبال بيس."

بموازاة ذلك دافع مدير المنطقة الاقتصادية في الولاية إكمال حجاز هاشم عن استثمارات "هاليبرتون"، قائلاً إنها ستخلق فرص عمل وستنفع البلاد.

يُذكر أن المنطقة الاستثمارية التي يطلق عليها اسم "إسكندر ماليزيا" كانت أنشئت في 30 يوليو/تموز 2006 وحملت اسم سلطان ولاية جوهور، إسكندر، وتعتبر من ضمن خمسة مناطق ضخمة لبرامج التنمية تشرف عليها الحكومة لجذب الاستثمارات وتنمية المناطق الريفية.

المصدر: CNN