معالج نفسي للكلاب في سورية يعيدها إلى أصحابها لطيفة مع كفالة
كرة تنس، صحون طائرة، ومجموعة من ألعاب ترفيه وتدريب للكلاب مع 50 نسخة من فيلم «قصة كلب» لريتشارد غير... تثقل حقيبة ظهر راتب بجبوج الذي يعالج الكلاب نفسياً منذ 12 سنة.
بدأ راتب، أو «روبيرتو» كما يلّقب نفسه، العمل في سورية منذ بداية العام الماضي بلصق منشورات في شوارع دمشق تعلن عن أول معالج نفسي للكلاب، «لأنه لم يستطع تحمّل ما تقاسيه الكلاب من مآس في سورية»، كما يقول.
«أردت أن أوقف الناس عند حدّها وأعرّفها بحق الكلاب، وأسس تربيتها الصحيحة، فأنا أدرّب وأعالج صاحب الكلب قبل الكلب نفسه»، يضيف راتب بانفعال.
25 شخصاً قصدوه لمعالجة كلابهم «نفسياً» في سورية. يقول راتب: «تأتيني الكلاب حزينة على فقدان صاحبها القديم، أو مستوحّشة من ضربها أو إشراكها في قتال الكلاب، وأنا أعالجها وأعيدها لطيفة إلى صاحبها ومع كفالة بأن لا تعود إلى سلوكها القديم».
يتحدث بجبوج بثقة عن قدرته على فهم الكلاب وماتريده «عندما تحتاج لنزهة، أو لحبيبة، أو لأصدقاء كلاب». فهو «يدخل رأس الكلب، ويشعر به، يحزن لحزنه ويبكي لبكائه»، كما يقول.
حصل راتب على دبلوم في برنامج «علم الكلاب وإدارة شؤون الكلاب» في أوكرانيا من المركز التعليمي «أكاديمية كروتشيينا المفتوحة لمناطق عدة للتجارة والقانون» باختصاص مدير ومدرب للكلاب، لكنّ شهادته لم تقنع الكثير من السوريين الذين نعتوه «بالكاذب» ولقّبوه بـ «أبو الكلاب»، طالبين منه «أنّ يعالج مصائب الناس أولاً».
تتسرب كلمات «مسكين، ياحرام، ووفاء» إلى كل جمل راتب الذي لم تمنعه 40 قطبة جراحية في وجهه والكثير من الجروح الناتجة من عضّات الكلاب «المتأزمة نفسياً» من الدفاع عن الكلاب والمحاربة لإيقاف إيذائها نفسياً وجسدياً. يقول راتب: «الكلب يستشرس عندما يهمل ويضرب ولا يعامل بإنسانية، لكنه في الحالة العادية طيب القلب جداً، وسأعمل على إنشاء جمعية للعناية بها وحمايتها».
يطالب أول معالج نفسي للكلاب في سورية «بمستشفى، ومركز رعاية لتدريب الكلاب، ومركز صحي للتلقيح، إضافة إلى حدائق خاصة لنزهة الكلاب، وأماكن لإقامة الكلاب المشردة، مع حماية للحيوانات المسروقة، وتسجيل قانوني لمعاملات تبنّي الكلاب».
ويؤكد «حقوق الكلب في نزهتين يومياً، وطعام جيّد، ومعاملة حسنة لا ضرب فيها، مع صاحب مخلص يتبنّاه طوال حياته، لا للمباهاة والتجارة».
وذكرت إحدى الصحف السورية بأن مستشفى لمعالجة الكلاب والقطط سيفتتح قريباً في دمشق، واسمه «الحيوان المدلل»، مشيرة إلى أنه مجهز بغرف عمليات خاصة ومختبرات.
زينة ارحيم
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد