مع اقتراب “بريكست” .. موجة نزوح للشركات العالمية
مع اقتراب الموعد النهائي للانفصال عن الاتحاد الأوروبي تشهد بريطانيا موجة نزوح لرؤوس الأموال والشركات العالمية من جراء الضبابية التي تحيط خروجها من البريكست.
الجديد في حركة النزوح تلك ما كشفه تقرير لشبكة سكاي نيوز البريطانية مؤخراً عن عزم شركة تصنيع السيارات اليابانية هوندا إغلاق مصنعها غرب بريطانيا بالتزامن مع اقتراب موعد الخروج من الاتحاد ما سيؤدي إلى فقدان 3500 وظيفة فيما لم تؤكد الشركة هذه الأنباء بعد موضحة أن الشركة اليابانية ستعلن إغلاق مصنع سويندون الذي تصنع به سيارات من طراز “هوندا سيفيك”.
نقابة العمال التي تمثل العاملين في المصنع لفتت إلى أنها تنظر في التقرير الذي يأتي في وقت تصدر فيه الشركات البريطانية تحذيرات عاجلة على نحو متزايد بشأن الأضرار الناجمة عن حالة عدم اليقين بشأن الخروج البريطاني من البريكست.
وفي سياق هجرة تلك الصناعات عن المملكة المتحدة مجموعة توتال الفرنسية للنفط والغاز اعلنت أيضا عزمها نقل بعض أنشطتها من لندن إلى جنيف وباريس.
ووفقاً لوسائل الإعلام البريطانية فإن 200 وظيفة ستتضرر بهذا الانتقال حيث أشارت المجموعة إلى أن الانتقال يعني الجمع بين أنشطة تجارة الغاز والطاقة في جنيف إذ سيتم الجمع بينها وبين أنشطة الوساطة في النفط والغاز لتشكل مركزا رئيسيا لتجارة السلع الأساسية في القارة.
شركة إيرباص من جهتها غردت ضمن هذا السرب أيضاً محذرة من أنه سيكون عليها اتخاذ “قرارات صعبة” بشأن استثماراتها في المستقبل إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق لافتة إلى أنها أنفقت بالفعل عشرات الملايين من اليوروهات من أجل الاستعداد لمثل ذلك.
وكالة رويترز نقلت عن كاثرين بينيت نائب رئيس شركة إيرباص قولها: إنه لا يوجد شيء اسمه دون اتفاق.. إنها كارثة مؤكدة لنا.. وعلينا أن نتخذ بعض القرارات الصعبة إذا لم تكن هناك صفقة كما علينا أن نتفحص استثمارات المستقبل.
بينيت أكدت إن إيرباص أنفقت بالفعل “عشرات الملايين من اليورو” تحسبا لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي وذلك على تخزين المكونات وتأمين أنظمة تكنولوجيا المعلومات.
شركة طيران “فلاي بي. إم. آي” الإقليمية البريطانية كانت سبقت أيضا تلك الشركات الأوروبية بإعلانها قبل أيام أنها أوقفت عملياتها بأثر فوري بسبب التحديات التي لا يمكن تخطيها الناتجة عن الخروج من البريكست موضحة أن أسطولها المكون من 17 طائرة لن يتوجه بعد الآن إلى 25 مدينة أوروبية.
ومن المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في التاسع والعشرين من آذار القادم إلا أن النقاش لا يزال قائماً حول طريقة إتمام هذا الخروج بعد رفض النواب البريطانيين بأغلبية ساحقة في الـ 15 من كانون الثاني الماضي اتفاقاً تفاوضت عليه ماي مع بروكسل لأشهر طويلة في وقت تحاول فيه الأخيرة الحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي لتحظى بتأييد النواب في مجلس العموم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد