مصياف: أوضاع دودة القز كأوضاع مربيها
تعد منطقة مصياف واحدة من المناطق القليلة التي تقوم بتربية دودة القز حتى الآن وهي مشهورة بحريرها الطبيعي منذ مئات السنين..
حيث تكثر أشجار التوت التي تربى على أوراقها دودة الحرير قبل أن تدخل في شرنقتها, وقد شهدت هذه التربية في الآونة الأخيرة صعوبات وعقبات كثيرة عبر عنها المربون الذين تحدثوا بحرقة عن ماضي هذه التربية وحاضرها.. وما يتوقعونه لمستقبلها الذي يبدو مظلما في معظم الأحوال.. كما أكد ذلك أحد المربين من قرية دير ماما الذي استشهد بكلام خبير ياباني زار القرية منذ ثلاث سنوات, وصرح أنه يعتقد أن عمر هذه التربية في سورية لن يتجاوز 10 سنوات إذا ما استمرت عليه الحال كما هي الآن..
فمنذ أكثر من خمس سنوات أعلن عن تأسيس شركة في قرية دير ماما لاستلام وتصنيع الحرير الطبيعي غير أن هذا القرار ظل حبرا على ورق.. وظل إحداث هذه الشركة مجرد نوايا طيبة تجاه عدد كبير من المربين المنتشرين حول مدينة مصياف شمالا وجنوب غربها مثل قرى: دير ماما وععنبورة والزيتونة والطمارقية والحريف والرصافة والعامرية وقصية.. وبعض مزارع وادي العيون..
كما أن تدني أسعار شرانق الحرير التي يتم تسويقها إلى معمل دريكيش وهو المعمل الوحيد في القطر الذي يستلم هذا المحصول أدى إلى عزوف كثير من المربين عن ممارسة هذه المهنة المتعبة والمكلفة.. .. وإلى اقتلاع أشجار التوت والاستعاضة عنها بزراعة أشجار التفاح والزيتون وغيرها من الأشجار المثمرة.
أحد المربين عزا تراجع هذه التربية إلى غياب دور الدولة.. وإسنادها إلى وزارة الصناعة بدلا من الزراعة التي هي وزارة دعم وليس ربحا, وخير دليل على ذلك هو المثال الذي حصلنا عليه من قرية دير ماما حيث كان مربوها يحصلون على 300 علبة بيوض حرير مصدرها اليابان عن طريق الجمعية الفلاحية تدنى الآن إلى 30 علبة فقط في حين أن مجمل العلب التي استجرت في كامل منطقة مصياف بلغ هذا العام حوالى 70 علبة.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تدهور هذه الزراعة أو الصناعة وتراجعها إلى الحد الذي يمكن القول معه إنها في طريقها إلى الزوال لتصبح أثرا بعد عين وتاريخا بعد أن كانت حقيقة تضج بها مئات العائلات والقرى والمزارع.
وكيف لا.. والجهات المعنية غائبة كليا عن هذا الواقع وغافلة عن الكلف المرتفعة لإنتاج الشرانق التي تصل إلى 225 ل.س للكيلو الواحد, في حين أن التسعيرة الرسمية هي 210 ل.س في معمل الدريكيش الذي يستجر إنتاج بقية المحافظات وخاصة طرطوس التي تضم شركة لصناعة الحرير الطبيعي الذي نكاد ننساه بعد أن نسيته الجهات المعنية.
محمد المصطفى
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد