مصر: 38 قتيلاً و1404 جرحى حصيلة الاشتباكات بالبلاد
ساد التوتر أمس السبت وسط القاهرة حيث دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى تظاهرات جديدة لدعم المعزول محمد مرسي غداة أعمال عنف أسفرت عن سقوط 38 قتيلاً على الأقل و1404 مصابين في جميع أنحاء البلاد، حسب هيئة إسعاف مصر أمس.
وفي حي المنيل السكني رأى سكان قناصة يتمركزون على الأسطح، وقال أطباء إنهم عالجوا جرحى بالرصاص تدل إصاباتهم على أن الطلقات جاءت من الأعلى.
ونصبت حواجز في عدة أماكن وبدت آثار الاشتباكات العنيفة التي استمرت حتى وقت متأخر من ليل الجمعة، كما انتشرت قوات مكافحة الشغب على الكثير من مفارق الطرق وعلى جسور حيث تتمركز شاحنات وعناصر مسلحون.
ورفعت عربات قوات الأمن صور رجل مصر القوي الجديد الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي وجه الإنذار إلى الرئيس الإسلامي محمد مرسي قبل إزاحته.
ويبدو التوتر واضحاً في محيط جامعة القاهرة على الضفة الغربية لنهر النيل حيث أقام الأخوان المسلمون حواجز ويرفعون صور مرسي أمام قوات الأمن. وتغطي حجارة وبقايا إطارات محترقة تدل على عنف المواجهات في هذه المنطقة، جسراً كبيراً يقود إلى هذا الحي وتسيطر عليه الشرطة ومدنيون معارضون لمرسي، ويسيطر المعارضون لمرسي المسلحون بعصي على مداخل ميدان التحرير ويقومون بتفتيش السيارات الخاصة والحافلات.
لكن في ميدان التحرير يسود الهدوء وينتشر فيه متظاهرون مناهضون لمرسي أمضوا ليلتهم في خيام نصبت في المكان.
وفي مدينة دمنهور أكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط إصابة 12 شخصاً في اشتباكات بين أنصار «الإخوان المسلمين» ومعارضيهم وقعت أمس. وأضافت الوكالة إن هناك ضابطي شرطة بين الجرحى.
هذا وأعلنت مديرية أمن الإسكندرية إصابة 17 من رجال الشرطة في أحداث يوم الجمعة، وضبط 76 متهماً في التورط باشتباكات سيدي جابر. كما تداول نشطاء فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، يظهر قيام عدد من الأشخاص المؤيدين للرئيس المعزول باعتلاء أحد العقارات والاعتداء على عدد من الصبية وإلقائهم من أعلى عمارة بالإسكندرية.
وفي السياق أعلن رئيس «هيئة إسعاف مصر» الدكتور محمد سلطان، عصر أمس السبت، أن حصيلة الاشتباكات التي شهدتها القاهرة وعدة محافظات الجمعة، بلغت 36 قتيلاً، و1404 مصابين.
وقالت هيئة الإسعاف في تصريح: «إن حصيلة الاشتباكات التي وقعت بعدد من المحافظات، الجمعة وحتى ظهر (أمس)، بلغت 1404 مصابين، و36 قتيلاً»، موضحةً أن أغلب القتلى أصيبوا بطلقات نارية وخرطوش.
وفي أجواء من التوتر الشديد بين مؤيدي مرسي ومعارضيه، قتل خمسة من رجال الشرطة وجندي في هجمات شنها إسلاميون في شمال سيناء لكن لم تعلن أي جهة تبنيها. وليل الجمعة السبت سيطر موالون لمرسي على مقر المحافظة في مدينة العريش ورفعوا عليه علماً إسلامياً أسود.
وبعد ثلاثة أيام على إزاحة مرسي عن السلطة، أكد حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الأخوان المسلمين في بيان أنه «سيظل بكل أعضائه ومناصريه وسط الجموع الغفيرة في الميادين حتى عودة الرئيس إلى مكتبه لممارسة مسؤولياته».
وكان الجيش المصري أطاح مرسي الأربعاء بعد تظاهرات حاشدة ضد حكمه الذي استمر عاماً واحداً.
- من جهة أخرى نقلت مواقع الكترونية متخصصة برصد بيانات الجماعات الإسلامية المتطرفة عن العديد من هذه الجماعات دعواتها إلى ما سمته «الحرب» ضد الجيش المصري بعد عزل محمد مرسي من كرسي الرئاسة في مصر، معلنة البدء فعلاً بجمع الأسلحة وتدريب أعضائها لـ«فرض أحكام الشريعة».
وأعلن الجمعة عن تشكيل جماعة «أنصار الشريعة»، حيث وصفت تدخل الجيش لعزل مرسي بأنه إعلان للحرب على معتقداتها وهددت باستخدام العنف لـ«فرض أحكام الشريعة».
وقالت الجماعة في بيان وضع على موقع الكتروني للمتشددين في سيناء وأذاعه موقع «سايت» الذي يتابع مواقع الإسلاميين على الانترنت إنها ستجمع أسلحة وتبدأ تدريب أعضائها.
ونقل موقع سايت عن جماعة أنصار الشريعة ادعاءها في البيان أن تدخل الجيش لعزل مرسي وإغلاق قنوات تلفزيونية ومقتل متظاهرين إسلاميين ترقى جميعها إلى مستوى «إعلان حرب على الإسلام في مصر» حسب وصفها.
وألقت الجماعة بالمسؤولية عن هذه الأحداث على العلمانيين ومؤيدي مبارك وأقباط مصر وقوات أمن الدولة وقادة الجيش الذين قالت الجماعة إنهم سيحولون مصر إلى ما سمته «توجهاً صليبياً علمانياً ممسوخاً».
ونددت الجماعة بالديمقراطية وقالت إنها ستدعو بدلاً من ذلك إلى الاحتكام إلى الشريعة وامتلاك أسلحة والتدريب للسماح للمسلمين بردع المهاجمين والمحافظة على الدين وإعمال شرع اللـه.
من جانبها قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن التطورات التي شهدتها مصر الجمعة من اشتباكات دموية في أنحاء متفرقة في البلاد، تعكس صورة لبلد ومنطقة منقسمة، مشيرة إلى أن المواقع الإلكترونية الإرهابية المتطرفة دعت إلى «الحرب» ضد الجيش المصري.
وأضافت الصحيفة: إن أنصار الرئيس المعزول من الإسلاميين اشتبكوا مع قوات الأمن، كما تصاعدت أعمال العنف، مشيرة إلى أن المتطرفين داخل مصر وخارجها، دعوا على العنف من أجل رد مرسي. وأضافت واشنطن بوست إن أحد المواقع الإرهابية أعلن الجمعة عن إنشاء مجموعة «أنصار الشريعة في مصر»، ويهدف إلى التسليح والتدريب لشن حرب ضد الشرعية الشعبية.
وزعم الموقع وفقاً لمنظمة تراقب مواقع الإنترنت: «إننا نقدم دماءنا في سبيل المسلمين وشرفهم»، وزاد الموقع في تحريضه ضد الشعب المصري داعياً إلى الحرب ضد كل شخص يقف في طريق تطبيق ما سماه «الشريعة».
إلى ذلك رصدت واشنطن بوست ما أعلنت عنه حركة الشباب الصومالية الإرهابية أن التغيير يأتي بـ«الرصاص والدم وليس بصناديق الاقتراع»، بينما زعمت جماعة القاعدة الإرهابية في المغرب الإسلامي أن ما حدث بمصر «سرطان تسببت فيه الولايات المتحدة وإسرائيل».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد