مشعل: دولة في 6 أشهر أو اندلاع انتفاضة ثانية

26-11-2006

مشعل: دولة في 6 أشهر أو اندلاع انتفاضة ثانية

في اوضح تعبير عن موقف حركة المقاومة الاسلامية "حماس" من حل الدولتين، جدد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل خلال مؤتمر صحافي في القاهرة تأييده اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران. واعلن فصل المسار الامني عن المسار السياسي لتأليف حكومة فلسطينية جديدة، ورفض "حماس" لـ"حكومة كفاءات" لانها ستكون ضعيفة . لافتاً الى "مواصلة الحوار لتأليف الحكومة".
وفي اشارة الى مكانة "حماس" الدستورية وغالبيتها التشريعية، قال ان "حركة حماس لن تسقط ولن يسمح لأحد بالمساس بالشرعية الفلسطينية"، مشيراً الى "قرب تأليف الحكومة الفلسطينية"، ونافياً توقف المشاورات حولها أو تعليقها. ووصف زيارته لمصر، بـ"انها كانت ايجابية".
وعن اطلاق الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليت، قال: "لقد قطعنا شوطاً كبيراً ومهماً، والحسم ليس متعلقا بنا، ولسنا سبباً في تأجيله، وتأخير الحسم سببه الطرف الآخر". وأكد ضرورة اطلاق الأسرى الفلسطينيين، وأن لا بديل من هذا الخيار لاطلاق شاليت.
وعزا مشعل التعثر في تأليف حكومة فلسطينية جيدة إلى توقف الحوار عند ثلاث نقاط هي "الضبابية في قضية الضمانات الدولية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني"، ووجود ضغوط لتكون الحكومة المقبلة حكومة "تكنوقراط" مجردة، و"ربط الحوار بقضايا اخرى كقضيتي شاليت، والتهدئة".
وتحدث عن الحكومة الفلسطينية المقبلة، واصفا اياها بالخطوة السياسية المهمة والحقيقية في المنطقة، وقال: "إنها ستكون فرصة حقيقية من اجل تسوية سياسية ونقلة في الصراع العربي- الاسرائيلي"، وأن الباب "سيكون مفتوحاً للجميع مدة ستة اشهر لتحريك مبادرة وأفق سياسي على قاعدة دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران لعام 67، والتي توافقت عليها الفصائل الفلسطينية مجتمعة في وثيقة الوفاق الوطني".
وحذر من أن غياب الافق السياسي في هذه الفترة "سيؤدي إلى تقوية حماس والمقاومة وانهيار السلطة، واتجاه الشعب الفلسطيني الى انتفاضة ثالثة"، مطالبا القادة العرب بإعادة تقويم الموقف واستغلال هذه الفرصة لانتزاع الحقوق الفلسطينية والعربية.
واشاد بالقرار المعنوي الذي اتخذته جامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي في اجتماعي القاهرة وجدة لرفع الحصار، وطالب باتخاذ خطوات جدية لبدء تنفيذ رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، كما طالب المؤسسات المالية العربية بـ"البدء بتطبيق هذا القرار فورا".

- وكانت قضية تأليف حكومة فلسطينية راوحت على وتيرة التقدم الطفيف في ملف شاليت، ونشأت مخاوف فلسطينية من تحول السعي الى ترتيب البيت الفلسطيني بصورة تسمح بفك الحصار الدولي، الى السعي نحو تعديل شكل "حماس" ووجودها في الحكم بصورة لا تسمح بفك الحصار.
وابلغت مصادر فلسطينية رفيعة الى "النهار" ان مشعل حاول في مصر اطلاق شاليت بشروط فلسطينية تبين انها غير مقبولة تماماً من اسرائيل، اذ رفضت اسرائيل الاقتراحين الفلسطيني والمصري ( اطلاق نساء واطفال، وبعد ذلك شاليت، ثم العدد المتفق عليه، وعلى دفعتين)، وقالت: "الجندي اولا، مع الاطفال والنساء واقصى عدد مقبول هو 500- 700 "، وهي لا توافق على اسماء في قوائم وانما على معايير تطلق هي على اساسها العدد المتفق عليه".
وبحسب المصادر الفلسطينية، فان مدير المخابرات المصرية العامة اللواء عمر سليمان الذي التقى مشعل زار اسرائيل سراً الاربعاء لاقناعها بصفقة تبادل مع تعديلات طفيفة، من دون الحديث عن فشل او تقدم.
ولهذه النتائج صدى في تعثر مفاوضات حكومة فلسطينية جديدة بوجوهها وبرنامجها، مع ان الرئيس محمود عباس اقترح على رئيس الوزراء اسماعيل هنية ترشيح سلام فياض لوزارة المال وزياد ابو عمرو للخارجية. واقترح ايضا ثلاث شخصيات مستقلة لتختار "حماس" منها وزيرا للداخلية هم كمال الشرافي ( وزير ونائب سابقا)، وصلاح عبد الشافي (نجل الدكتور حيدر عبد الشافي)، والنائب مصطفى البرغوثي.
ويشكل اختيار وزراء المال والخارجية والداخلية احدى العقبات الرئيسية التي لا تزال تحول دون تأليف حكومة الوحدة الوطنية التي يجري التفاوض عليها للخروج من الازمة الفلسطينية الحالية، بعد فك مشعل المسار الامني عن المسار السياسي، مع ان عباس يعرف ان احد شروط "حماس" في غزة عدم تنصيب حكومة جديدة قبل اطلاق الوزراء والنواب وقبل الحصول على ضمان بفك الحصار، وهو لم يتلقها بعد.
ومع ذلك قالت مصادر فلسطينية ان عباس "طلب من هنية تقديم استقالته كي يكلف محمد شبير تأليف الحكومة" فالحكومة الجديدة التي اعلن اطراف عدة انها باتت قريبة سيكون عشرة من اعضائها "حمساويين" من ضمنهم رئيسها، وسيكون خمسة منهم تسميهم "حماس" وسيكونون قريبين من مواقفها . وسيكون للجبهة الشعبية ممثل اقرب الى "حماس" منه الى "فتح" وكذا بالنسبة الى مصطفى البرغوثي أي ان نحو 17 وزيرا سيكونون مؤيدين لـ"حماس" وتالياً فان وزراء "فتح" الخمسة والاربعة وزراء المستقلين سيكونون اقلية لا تأثير لهم على برنامج الحكومة ومستويات تنفيذه، وهو ما يفسر المسافة بين تفاؤل الرئيس عباس وتشاؤم ممثلي "فتح" من المفاوضات خلال الايام الماضية.
وكان الرئيس عباس صرح خلال اجتماعه مع قادة "فتح" في غزة ليل الخميس ان "هناك ثلاثة شروط يجب ان تتحقق قبل تأليف حكومة جديدة، هي: اتفاق تهدئة متبادلة، واطلاق شاليت والوزراء والنواب المخطوفين لدى اسرائيل".

محمد هواش

المصدر: النهار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...