مخالفات البناء تستيقظ من جديد
جهاراً نهاراً... وعلى عينك ياتاجر.. عادت أدوات البناء من اسمنت وأخشاب وبلوك إلى الحارات والبيوت الشعبية في المناطق المخالفة وغير المخالفة بدمشق وريفها، وما كان يحدث تحت جنح الظلام وأيام العطل وفي زواريب العشوائيات المحيطة بدمشق، يجري اليوم وضح النهار وفي معظم المناطق، حيث ترتفع الجدران والأعمدة على الأسطح لتشكل حملاً إضافياً على أساسات الابنية، ما يهدد بحدوث كوارث، ربما لا أحد يعرف متى ستكون ولكن الجميع يعلم ما هي النتائج المتوقعة .
ومحافظتا دمشق وريفها عما يحدث غافيتان أو ساهيتان أو أنهما "مطنشتان"، أما هؤلاء الذين يبنون طوابق وعمارات جديدة في بيوتهم فيستغلون الحالة الاستثنائية التي تمر بها البلد حالياً والتي يحكى فيها عن حالات إصلاحية وخطوات سياسية واقتصادية غير مسبوقة ستبدأ مع تشكيلة حكومية جديدة، هذا ما استغله البعض، دون أن تحرك الكثير من البلدات ساكناً وكأن الموضوع لا يعنيها، رغم أن قراراً واحداً لم يصدر بشرعنة تلك الأعمال، كما لم يصدر أي تعديل على القوانين النافذة والتي تفرض عقوبات مشدده على كل من يتورط في المخالفات.
"المسؤولون يريدون رضا المواطن حالياً" بهذا فسر -لموقع الاقتصادي- أبو إبراهيم الراضي مخالفته برفع أعمدة غرفة جديدة على السطح البناء في منطقة القدم دون الحصول على موافقة المحافظة، أما جاره أبو بسام زكريا والذي سبب أيضاً إرباكاً لجميع القاطنين في حارته من إدخال حمولات البناء لبيته، فقال: "هذه فرصة ذهبية لنعمر ونشيد غرفاً إضافية على الأسطح، فريثما تتشكل الحكومة الجديدة وتفرض سطوتها نكون انتهينا من التعمير، ولانفهم لماذا قرار المنع وخاصة أن أسعار العقارات في البلد تجعل مانفعله خياراً وحيداً لتأمين السكن لأبنائنا وأحفادنا".
أبا ابراهيم وأبا راضي ليسا الوحيدين، حيث إن نسبة كبيرة من سكان منطقة القدم يشيدون عمارات جديدة على أسطح منازلهم، وليس في القدم فحسب بل في جرمانا والميدان أيضاً حيث يتم تحضير مواد ومعدات البناء في اليوم الأول ليبدأ العمل في نهار اليوم التالي وعلى مرأى ومسمع الجميع.
والسؤال المطروح على لسان أهالي تلك الاحياء الذين يراقبون بصمت ما يجري، هل خاف محافظا دمشق وريفها غضب الناس فسكتا حتى عن المخالفات؟ سيما أنهما شهدا ماحصل بنظيرهما السابق محافظ درعا والذي أنهى عمل العديد من موظفي المحافظة ورؤوساء البلديات لأسباب تتعلق بالنزاهة أو ضعف احساس المسؤولية كما برر، وماتلاه من مطالبات بإسقاط محافظ حمص إياد غزال، فلم يشفع له مشروع حلم حمص الذي طرحه وسوّقه في معرض دمشق الدولي جعلنا نتخيل أن حمص ستصبح دبي الثانية، وهذا ماأكده غزال أيضاً.
أو ربما أن الفترة الانتقالية التي تمر بها البلد بين رحيل الحكومة الماضية وتشكيل الجديدة يشغل المحافظون حتى عن متابعة أمور البلديات التابعة لهم.... وإلا فما سبب التغاضي عن كل مخالفات البناء؟؟؟
رغد البني
المصدر: الاقتصادي
التعليقات
صندوق المحافظ
إضافة تعليق جديد