محكمة افتراضية
أقترح اختصار الوزارات السورية في وزارة واحدة هي وزارة العدل لتبدو الصورة الافتراضية لشعبنا المظفر حيث كل مواطن يجلس خلف قوس العدالة ويمسك المطرقة بيده ويطلق أحكاماً مبرمة بحق الآخرين: هذا كاتب عميل، وذاك صحفي مخبر، وتلك شيوعية شرموطة، وفلان اسلامي متزمت.. ممثل فاشل، مسؤول حرامي، شيخ منافق، امرأة نقاقة، موظف متسلق، تاجر حقير.. حيث يبدو المواطن السوري ككائن متألّه معّتدٍ بنفسه لايأتيه البلل من خلفه أو أمامه عند إطلاق أحكامه، ولأنه كذلك فإنه -على الأغلب - غير قابل لاستبدال أفكاره أو تغيير سلوكه حيث تبدو البلد مثل محكمة كبيرة، الجميع فيها يحاكم الجميع، ولو نزل المسيح إليهم ليقنعهم بالمحبة والتسامح لصلبوه ثانية ولاتهموه بأنه عميل لدى جهة خارجية.. الآن فقط، وبعد هذا السطر، فهمت لماذا أحس بالحرية كلما سافرت خارج حدود محكمة الوطن وقضاته المقدسين..
هامش: عندما سلم الرئيس شكري القوتلي مفاتيح سورية إلى الرئيس جمال عبد الناصر، وكان عدد سكان سورية خمسة ملايين، قال له: أسلمك بلداً يضم خمسة ملايين سياسي كل واحد منهم يظن أنه رئيس جمهورية.. والآن يمكننا القول أننا بلد يضم 20 مليون قاضٍ يلزمهم كامل إنتاج سورية من الخشب لتأمين أقواس عدالة ومطارق للاستخدام الشخصي..
نبيل صالح
التعليقات
للحديث تتمة
نظرة سوداوية
نفدت بريشي
الأحقاد
bt3ref m3 kel had estaz
دوخة
عمر أي مواطن في
مصياف عبق التاريخ
إضافة تعليق جديد