محكمة أردنية توجه تهمة التآمر لـ "أبو قتادة
وجه مدعي عام محكمة أمن الدولة الاردنية اليوم تهمة التآمر بقصد القيام بأعمال إرهابية "لأبو قتادة" الذي يوصف بأنه "الزعيم الروحي لتنظيم القاعدة الإرهابي وسفير أسامة بن لادن الزعيم السابق للتنظيم في أوروبا "والذي وصل في وقت سابق اليوم إلى عمان إثر ترحيله من بريطانيا.
وقال مصدر قضائي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية "إن مدعي عام محكمة أمن الدولة وجه تهمة التآمر بقصد القيام بأعمال إرهابية "لأبو قتادة" في قضيتين تتعلقان بالتحضير لاعتداءات كان حكم بهما غيابيا عام 1998 وعام 2000".
وأشار المصدر إلى أن المدعي العام قرر توقيف "أبو قتادةط 15 يوما على ذمة التحقيق في سجن الموقر شرق عمان دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
بدوره قال تيسير ذياب محامي "أو قتادة" إن موكله نفى أمام محكمة أمن الدولة تهمة المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية مضيفا أنه سيقدم غدا طلبا للإفراج مقابل كفالة عن موكله.
ورحلت السلطات البريطانية أبو قتادة" إلى الأردن صباح اليوم لمحاكمته هناك بتهم تتعلق بالإرهاب وذلك بعد معركة قضائية طويلة خاضها في بريطانيا لمنع طرده وسط تساؤلات حول طبيعة العلاقة القائمة بين الدول الغربية والتنظيمات الإرهابية وازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بمصالحها.
وغادر "أبو قتادة" واسمه الحقيقي عمر محمود محمد عثمان المولود في عام 1960 بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية ويحمل الجنسية الأردنية بريطانيا على متن طائرة عسكرية أقلعت من قاعدة نورثولت العسكرية غربي لندن إلى الأردن.
واعتبرت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أن ترحيل "أبو قتادة" يكرس نهاية الجهود التي بذلت منذ عام 2001 لترحيله وقالت: أعتقد أن الرأي العام البريطاني سيرحب بهذا الأمر.
من جهته أعلن مسؤول حكومي أردني أن "أبو قتادة" وصل صباحا إلى الأردن على متن طائرة عسكرية يرافقه حراس أردنيون وبريطانيون فيما أشار محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية "بترا" إلى أن الحكومة حريصة على توخي المصداقية والشفافية في التعامل مع ملف "أبو قتادة" معتبرا أن جلبه يمثل رسالة واضحة لكل الفارين من وجه العدالة بأنهم سيخضعون للمحاكمة أمام القضاء الأردني.
ويسعى الأردن منذ فترة طويلة لاستعادة "أبو قتادة" لإعادة محاكمته في قضيتين حيث حكم عليه بالاعدام عام 1999 بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية من بينها هجوم على المدرسة الأميركية في العاصمة الأردنية عمان ليتم تخفيف الحكم مباشرة إلى السجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة ثم حكم عليه في عام 2000 بالسجن 15 عاما بتهمة التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد سياح أثناء احتفالات الألفية في الأردن.
وفي هذا الإطار أقرت بريطانيا والأردن الشهر الماضي اتفاقية "المساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائية" لتبديد ما وصف بمخاوف عبر عنها القضاء البريطاني لتبرير رفض ترحيل "أبو قتادة" تعلقت باستخدام أفادات تم الإدلاء بها تحت التعذيب ضده إذا ما تمت محاكمته في بلاده.
وتم توقيف المدعو "أبو قتادة" للمرة الولى في بريطانيا عام 2002 بموجب قانون مكافحة الإرهاب ليدخل بعدها السجن عدة مرات في السنوات الأخيرة وشغلت قضيته الرأي العام البريطاني لفترة طويلة وتأتي شهرته في بريطانيا بسبب اعتباره من قبل القضاء تهديدا للأمن القومي ووصفه من قبل القاضي الإسباني المختص بقضايا الإرهاب بالتازار غارثون بأنه "سفير أسامة بن لادن" و"الزعيم الروحي للقاعدة"في أوروبا.
وأخذت قضيته أبعادا كبيرة بعد أن أمضى السنوات الأخيرة وتحديدا منذ عام 2005 في معركة قضائية أكدت الحكومة البريطانية أنها كلفتها أكثر من 7ر1 مليون جنيه استرلينى أي ما يعادل 7ر2 مليون دولار وذلك في محاولة لمنع تسليمه إلى الأردن ليعلن مؤخرا عن طريق محاميه ومن دون أن يكون ذلك متوقعا أنه موافق على العودة إلى الأردن بعد إبرام الاتفاقية التي تضمن محاكمته بشكل عادل.
وتثير قضية "أبو قتادة" وقبله "أبو حمزة المصري" الذي سلمته بريطانيا إلى الولايات المتحدة في تشرين الأول الماضي بتهم تتعلق بالإرهاب العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقة القائمة بين الدول الغربية والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة والتي أخذت شكل حرب معلنة بين الطرفين فيما تظل خفايا الأمور غامضة ومبهمة.
ويستغرب العديد من المراقبين الإبقاء على "أبو قتادة" وغيره من المتشددين والمتطرفين فى بريطانيا وغيرها من الدول الغربية على الرغم من وصفه مثلا بأنه "سفير بن لادن في أوروبا" إضافة إلى أنه يعتبر الزعيم الروحي لمجندي القاعدة الجدد وتلعب خطبه دورا مهما في تعبئة الشباب وتحريضهم على تنفيذ عمليات إرهابية وهو الأمر الذى اتضح جليا لدى العثور فى شقة محمد عطا أحد منفذي اعتداءات 11 أيلول 2011 في بريطانيا على 18 شريطا مسجلا لخطبه.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد