مبارك يهاجم المقاومةوالداعين للجهاد:لولاحروب فلسطين لكنابحال أفضل
شن الرئيس المصري حسني مبارك امس، هجوما عنيفا على أطراف ودول عربية وإقليمية على خلفية العدوان الاسرائيلي على غزة، وشكك في أهداف المقاومة من الحرب مع اسرائيل، وتحدث عن محاولة لزج مصر عسكريا في الصراع، رابطا المصالحة العربية العربية «بتطابق الأقوال والأفعال» من جانب الذين «تطاولوا» على مصر.
وفي كلمة لمناسبة اليوم السنوي للشرطة، قال مبارك ان مصر «تمكنت من التوصل لوقف إطلاق النار في غزة... ونواصل السعي لاحترامه وتثبيته». وسأل «لماذا رفضت فصائل المقاومة محاولاتنا لتمديد التهدئة؟ ولماذا لم تستمع لتحذيرنا من أن مواقفها تمثل دعوة مفتوحة لإسرائيل للعدوان؟ هل كان ذلك مخططا ومقصودا؟ ولصالح من؟ وإلى متى يراق الدم العربي، ثم نستمع لمن يعترف بالخطأ في حساب ردود الأفعال الإسرائيلية ومداها ونطاقها؟ ولمن ترفع شعارات المقاومة فوق أشلاء الشهداء وأنقاض التدمير؟».
ورأى مبارك ان «المقاومة ليست شعارات تستخف بأرواح الشهداء وتتاجر بدماء الجرحى ومعاناة المدنيين الأبرياء... المقاومة لا بد أن تخضع لحساب الأرباح والخسائر».
واعتبر مبارك ان «الأزمة كشفت محاولات استغلال العدوان الإسرائيلي لفرض واقع جديد على الوضع الفلسطيني والعربي الراهن... واقع جديد يغير معادلته ويعيد ترتيب أوراقه لصالح قوى إقليمية معروفة». واوضح «كان الهدف سحب الشرعية من السلطة الفلسطينية ومنحها للفصائل... وتكريس الانفصال القائم بين الضفة الغربية وغزة. وإلا فما هذا الحديث الآن عن التوصل لمرجعية جديدة؟ ولصالح من نهدر الشرعية التاريخية لمنظمة التحرير الفلسطينية؟ أليس من الأولى العمل على إصلاحها وتفعيلها؟». وتابع «السؤال الأهم: هل كانت مصر المستهدفة منذ البداية؟».
وتحدث مبارك عن الدعوات لسحب المبادرة العربية للسلام قائلا «ما هو البديل؟ هل هو مجرد قطع العلاقات وإغلاق السفارات؟ أم هي الحرب إلى آخر جندي مصري؟». وشدد على ان مصر «لا تخضع أبدا للابتزاز... وأنا لا أسمح لأحد باستدراجنا لخطوات غير محسوبة العواقب، تنساق وراء مخططات قوى إقليمية معروفة... لقد أقمنا سلاما في العلن مع إسرائيل، والبعض ممن يزايدون علينا لهم علاقات وثيقة بها وراء الأبواب المغلقة، والبعض الآخر لا يزال يسعى جاهدا للسلام معها».
وتابع مبارك «لن أنجرف لما يقامر بأرواح أبناء الجيش». وأضاف «لقد وقف المحرضون على القتال مكتوفي الأيدي... لم يحركوا ساكنا واكتفوا بالخطب والشعارات... وتاريخ عالمنا العربي حافل بأمثلة عديدة لمن علا صوتهم وتضاءلت أفعالهم... ولمن عرضوا شعوبهم لمعاناة الحروب ومهانة الاحتلال بسياسات غير محسوبة... وعلينا أن نتذكر كيف استدرجت مصر لحرب وهزيمة 1967، وعلينا ألا ننسى أن المشهد العربي والفلسطيني الراهن هو بعض من تداعيات هذه الحرب وتلك الهزيمة».
وفيما شدد مبارك على ان الاتفاقية التي وقعتها وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندليسا رايس ونظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني حيال جهود منع التهريب الى غزة «لا تلزمنا في شيء»، قال «لن نقبل بأي تواجد لمراقبين أجانب على الجانب المصري من الحدود... ونتمسك بأن تبتعد أية ترتيبات إسرائيلية دولية عن أرض مصر وسمائها ومياهها الإقليمية».
ورأى مبارك ان مصر «ستبقى صاحبة الدور الأول والمسؤولية الرئيسية حيال فلسطين لاعتبارات الجغرافيا والتاريخ والحجم والمكانة... لولا ما خضناه من حروب متتالية منذ العام 1948، لكان بلدنا وشعبنا اليوم أفضل حالا بكثير... سنواصل دعم شعب فلسطين إلا أن الأولوية ستظل لمصر».
وتطرق مبارك الى المصالحة العربية قائلا ان «باب المصالحة العربية الذي فتحناه في (قمة الكويت) يظل رهنا بسلامة القصد وصدق النية وتطابق الأقوال والأفعال ومراجعة المواقف والتوجهات من جانب الذين تطاولوا على مصر ولا يزالون».
(ا ش ا)
إضافة تعليق جديد