مؤسسة خيرية باسم كاظم الساهر
منذ احترافه الغناء في ثمانينات القرن الماضي، لا يزال المطرب العراقي كاظم الساهر يواصل إبداعه الغنائي في أرجاء الوطن العربي. وعلى رغم إصراره على غناء عربي أصيل، غالبيته قصائد شعرية وكلمات عربية فصحى، فإنه يحظى بإعجاب الجمهور، شباباً وكباراً، في ظل انتشار غير عادي لأغانٍ جديدة لمغنين كثر لا علاقة لهم بالغناء.
كاظم حضر أخيراً الى القاهرة مع فرقته الموسيقية (العراقية) التي تصحبه في حفلاته حول العالم، وأحيا حفلة خيرية يعود ريعها الى ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان. وهي فرصة أعادت كاظم الى الغناء في «دار الأوبرا» التي قال عنها: «شرف كبير لي أن أقف وأغني على مسرحها، ولم يحدث أن صار بيننا اختلاف».
«الحياة» التقطت كاظم بحضور مجموعة من الأطفال العراقيين جاءت بهم «مؤسسة كاظم الخيرية» من أجل العلاج في القاهرة.
> ماذا يعني لك هذا اللقاء مع أطفال العراق؟
- سعادة كبيرة لا تستطيع كلماتي التعبير عنها. وأنا طلبت رؤيتهم عندما علمت انهم هنا في الوقت ذاته، وأتمنى لهم الشفاء والعودة سالمين الى العراق.
> هل الدور الاجتماعي والإنساني مهم للفنان؟
- سأتحد عن نفسي. هناك مؤسسة خيرية باسم «كاظم الساهر – عراقنا» تتولى شؤوناً اجتماعية وإنسانية لا تقتصر على أهل العراق فقط، وإنما تشمل نشاطاتها بلداناً عربية عدة. وأحاول ومن معي فعل ما نستطيع تجاه اخواننا في كل مكان.
> منذ نحو أربع سنوات لم تقف في هذا المكان للغناء، لماذا؟
- طوال الفـتـرة الماضيـة لم أتـفــق مع «دار الأوبرا» على إحياء حفـلات، وفـوجـئـت بأن هنـاك من كتـب ومـن جرّح من دون سبب وبعيـداً عـن الحقـيقـة. «دار الأوبرا» رمز مـن رموز الفن العربي، وشــرف لي ان أغني على مسرحها، خصوصاً في مناسبة خيرية دعماً لوطن شقيق. وأنا بطبعي فنان ملتزم طوال عمري.
> إذاً جئت الى مصر دعماً للبنان؟
- نعم، وسبقت هذه الحفلة حفلة أخرى في الجزائر. وبسبب أحداث لبنان ألغيت حفلاتي خلال الفترة المقبلة. هذا ما أستطيع فعله تجاه دولة عربية هدمها العدو تحت أنظار كثيرين من دون فعل شيء. وهذا يقودنا الى ما يحدث في العراق وفلسطين، الأمر الذي سبب لي ألماً شديداً.
> وماذا يمكن للفنان أن يفعل في مثل هذه الحوادث؟
- يقول كلمته ولا يصمت. فالناس ينتظرونك، وأرى دور الفنان مثل خطيب المسجد. لكني أفضل أن تكون أغنياتي في مثل هذه المواقف إنسانية بعيداً عن الأغاني الحماسية.
> هل للأغنية تأثير في السياسة؟
- أنا أرى أن الكثيرين يتأثرون بخطباء المساجد والفنانين، قليلون جداً يتأثرون بخطباء السياسة. فوصول الأغنية الى الناس سهل في أي مكان، مثلما هو سهل أن يتأثروا بها.
> وماذا تقول لبيروت؟
- ما السر يا نبيلة الأحلام... ما السر يا بيروت. لأنك الحب والحياة. وهذه الأغنية من كلمات كريم العراقي ومن ألحاني.
> وللعراق؟
- أنا تعبت جداً مما أراه في العراق، وتعبت أكثر من الحديث في كل مكان، الى درجة أن مساعدي يقول لي: «انتبه أنت فنان ولست سياسياً». وكل ما أتمناه أن يتوحد العراقيون، وأن يعرفوا عدوهم الذي يريد أن يفرقهم.
> هل تستمر مع «روتانا»؟
- نعم اتفقنا مبدئياً على تجديد التعاقد.
> وما الجديد في ألبومك المقبل؟
- تقريباً اخترت معظم أغانيه، وهناك شعراء أتعاون معهم للمرة الأولى مثل الشاعرة الفلسطينية نشوة، وكريم العراقي ونزار قباني. أما الألحان فلي.
> ألا ترى أنك في حاجة الى تغيير؟
- أنا فنان أبحث عن الجديد دائماً في الكلمة واللحن، ومشروعي الغنائي هو المسيطر على تفكيري دائماً. وأحاول التغيير عندما آراه مناسباً.
> ألم تداعب السينما خيالك الى الآن؟
- تركيزي الفني في الغناء، والتمثيل يحتاج الى تفرغ تام صعب في ظل الحفلات التي أسافر كثيراً من أجلها، إضافة الى أنني لم أحب التمثيل بعد تجربتي معه في بداياتي، من خلال مسلسل «المسافر» العراقي وعرض في عام 1990.
> هل تؤلمك الإشاعات؟
- خصوصاً إذا كانت غير حقيقية، مثل إشاعة مرضي التي جعلتني أظهر وأنا أمارس الرياضة، واقلقت عائلتي. وتجد كثيرين يتحدثون عن أغانٍ لي على أنها تخصهم، مثل أغنية «أنا وليلى» فحتى الآن صار هناك أربعة يدعون ملكيتها!
> من هي حبيبة كاظم الساهر الحالية؟
- يضحك... بغداد.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد