مؤتمر مديري الأوقاف والمفتين السوريين في سورية يدين قرارات الجامعة
أكد المشاركون في المؤتمر الرابع عشر لمديري الأوقاف والمفتين الذي عقد بدمشق أمس إدانتهم ورفضهم كل دعوة وتوطئة لتدخل عسكري غربي أو تدخل قوات عربية معتبرين أن مثل هذه الدعوات تدخل في الشأن السوري وإساءة لكرامة الوطن وخيانة عظمى وخروج عن الشرائع السماوية ومن شأنه إدخال البلاد في فوضى لانهاية لها.
كما أدنوا في بيانهم الختامي القرارات الصادرة عن الجامعة العربية بحق سورية باعتبارها انتهاكا لسيادتها الوطنية وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية مبينا أن الشعب السوري بكل شرائحه يرفضها رفضا قاطعا.
وأكد البيان التمسك ببرنامج الإصلاح الشامل الذي أعلنه السيد الرئيس بشار الأسد حيث ثمن المؤتمرون عاليا الخطوات الإصلاحية البناءة التي تقوم بها الدولة والخطة المنهجية الموضوعة للتنفيذ في المرحلة القادمة دعما لعملية الإصلاح الشامل المتكامل.
وأضاف البيان أن سورية بطيفها المتناغم وتنوعها الفكري ضاربة جذورها في أعماق الأرض وهي مضرب المثل في وحدتها الوطنية وتآلفها الديني وهي بمقوماتها الحضارية والتاريخية عصية على المتآمرين وعلى كل من يريد النيل منها.
كما أكد البيان أن حق الإنسان في الحياة هو أغلى الحقوق وأقدسها على الإطلاق وأن الإسلام بريء كل البراءة من كل من يعتدي على الآمنين والممتلكات العامة والخاصة وعلى مقدرات وثروات البلاد.
واعتبر البيان أن التشدد والغلو والتطرف بلاء عظيم يصيب البعض بسبب الجهل وقلة الفقه وترك سؤال أهل الذكر مبينا أن واجب العلماء هو نصح الأمة وتفقيه الناس بالشرع الحنيف السهل وتوعيتهم بالمؤامرة التي تريد أن تعصف بأمن الوطن وسلامته.
وأوضح البيان أن الأمة العربية والإسلامية مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى مد جسور التواصل فيما بينها وأن علماء الأمة عليهم الواجب الأكبر في تكريس هذا التواصل والتآلف بين شعوب الأمة الإسلامية لما لهم من دور وتأثير على الشارع العام مؤكدا ضرورة العودة إلى المنهج الإسلامي في بناء وحدة الأمة والاهتمام بالخطاب الإسلامي ليخدم مشروع الأمة الواحدة ومستقبلها الحضاري بحيث يصبح خطابا منهجيا يدعو إلى الوسطية والاعتدال وينبذ التعصب والتطرف والإرهاب ويتصدى للهجمة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون ويكون مواكبا لتطورات العصر.
كما دحض البيان الافتراءات التي تبثها القنوات الإعلامية المغرضة والتي من شأنها تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام داعيا إياها إلى التصرف بمهنية عالية وعدم التعرض إلى كل ما من شأنه بث الفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة والبعد عن التشويه والتبعية والتحلي بالجدية والواقعية والمصداقية.
وأكد البيان أن سورية لا يمكن أن تتنازل عن كرامتها لأنها أغلى ما تملك وأنها بحاجة إلى كل أبنائها الصادقين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وأن تغليب خلق العفو والصفح الذي أعلن عنه الرئيس الأسد عن الموقوفين منذ بداية الأحداث من شأنه فتح صفحة جديدة ليعود كل مخطئ إلى جادة الصواب وتعزيز الثقة بين أبناء المجتمع كافة تمهيدا لعودة الأمن والاستقرار لربوع الوطن.
وكان المشاركون في المؤتمر الذي افتتح في وزارة الأوقاف بدمشق أمس ناقشوا فعاليات العمل الديني في المحافظات ودور مديريات الأوقاف وإدارة الإفتاء العام من خلال خطب المساجد ودروس الوعظ والإرشاد في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سورية والتي تحاول تشويه صورة الإسلام ونشر الفكر المتطرف.
وأشار المشاركون إلى أن المؤامرة تستهدف دور سورية المحوري في المنطقة ووحدتها الوطنية وموقفها المقاوم والممانع مستنكرين الأعمال العدوانية والإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة من خلال ترويع المواطنين وقطع الطرقات والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.
وأكد الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف أن سورية كانت وستبقى القلعة الصامدة الشامخة وأن شهداءها قدموا أرواحهم من أجل إعادة الأمن والاستقرار للوطن.
وقال وزير الأوقاف إن جميع الفتاوى التي أطلقها بعض من يدعون أنهم علماء دين والتي تحل قتل أبناء سورية باطلة لأن القصد منها استهداف سورية وإرضاء الإدارة الأمريكية وإسرائيل.
وأوضح الوزير السيد أن طريق الإصلاح واحد ولا يمكن أن يكون عن طريق الفساد والقتل والخروج بشعارات تستهدف النسيج الاجتماعي لسورية لافتا إلى أن مسيرة الإصلاح قطعت شوطا كبيرا وأن الحرية ليست كلمة تقال وإنما أفعال.
بدوره أشار سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية إلى أن المرحلة الحالية مفصلية ليس لسورية فقط وإنما للأمتين العربية والإسلامية لأنها أصبحت قضية دين وأمة داعيا العلماء لأداء دورهم الهام كل في موقعه لمواجهة المؤامرة وأن تكون مواقفهم واضحة مع الحق في مواجهة الباطل لأن ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية مظهر جديد من استهداف سورية مطالبا كل الشرفاء أن يقفوا معها في مواجهة المؤامرة التي تستهدفها ومواقفها وتستخدم الإسلام سلاحا ضد الوطن والأمة.
كما دعا المفتي أبناء سورية للحوار تحت سقف الوطن وأن تكون مواقفهم نابعة من حب الوطن لا من الإملاءات الخارجية.
وقال إن سورية كانت وما زالت فخر الأمة وبها بشر الرسول بأن عامود الإسلام سيبقى فيها إلى يوم القيامة.
إضافة تعليق جديد