ليبيا تعطل قرار مجلس الأمن بسبب ازدواجية المعايير

تزعمت الولايات المتحدة موجة تنديد بالعملية الفدائية في القدس المحتلة، متجاهلة ومعظم العواصم مجيء العملية بعد محرقة غزة التي ذهب ضحيتها أكثر من 120 فلسطينيا في قطاع غزة ثلثهم من الأطفال، واتهمت واشنطن ليبيا بإفشال توصل مجلس الأمن لقرار يدين العملية بسبب اشتراط ليبيا إدانة المحرقة “الإسرائيلية” في غزة، حتى لا تستمر “ازدواجية المعايير” ودان الرئيس الأمريكي جورج بوش ما سماه الهجوم “الوحشي”. واعتبر البيت الأبيض أن الابتهاج الذي عبر عنه شارع غزة “يثير الاشمئزاز”. وأعرب عن الإدانة ذاتها أيضا المرشحان الديمقراطيان إلى الانتخابات الرئاسية هيلاري كلنتون وباراك اوباما، بالإضافة لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وأوضح بوش انه اتصل برئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود اولمرت وقدم له “تعازيه الحارة”. واضاف “قلت له ان الولايات المتحدة تقف بقوة الى جانب “إسرائيل” في مواجهة هذا الهجوم الرهيب”.

وقال اوباما الذي كان أول من عبر عن رد فعل “أدين بشدة هذا الاعتداء الجبان”، مكررا تأكيد وقوفه الى جانب “إسرائيل”. وأضاف “على الولايات المتحدة ان تدعم بقوة حق وقدرة “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها”. وقال ان “أفكارنا وصلواتنا تتجه إلى الضحايا وعائلاتهم، والى “الإسرائيليين” الذين يتغلبون على هؤلاء الإرهابيين كل يوم من خلال قيامهم بأعمالهم اليومية”. وقالت منافسته كلينتون “على الولايات المتحدة والمجموعة الدولية أن تعلنا بوضوح عدم تساهلهما مع هذه الأعمال الإرهابية المؤسفة وسنستمر في الوقوف الى جانب “إسرائيل” في معركتها ضد الإرهاب”.

وندد بالعملية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا وكندا واليونان وتركيا والسويد، فيما طالبت منظمة العفو الدولية “إسرائيل” ب “ضبط النفس”.

وأبدى بان كي مون مخاوفه من أن يؤدي “استمرار أعمال العنف والإرهاب إلى نسف عملية السلام” التي شدد على وجوب “مواصلتها من اجل إحلال سلام آمن”.

وأجرى الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا اتصالا هاتفيا بوزيرة الخارجية “الإسرائيلية” تسيبي ليفني “للتنديد بالهجوم”.

ودان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العملية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون للصحافيين ان الرئيس دان “الوحشية الإرهابية”.

وصرح وزير الخارجية الكندي مكسيم برنييه ان “كندا تدعو جميع القادة الفلسطينيين إلى نبذ هذه التكتيكات الإرهابية الفظيعة المناقضة لعملية السلام”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إن ما جرى كان “هجوما في الصميم على عملية السلام” يجب ألا يسمح له بالنجاح في وقف “عملية السلام”.

وأعربت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن “اسفها” للعملية، بحسب ما أعلن المتحدث باسمها في برلين. وقال المتحدث اولريش فيلهلم خلال مؤتمر صحافي ان ميركل تدين الاعتداء “بشدة” وقدمت تعازيها هاتفيا الى اولمرت.

وندد رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي “من دون تحفظ” بالعملية، غير انه دعا الجانب “الإسرائيلي” إلى مواصلة “عملية السلام”.

ودانت الحكومة الإسبانية العملية، وأعربت عن تضامنها مع “إسرائيل”.  كما دانت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر “بشدة” العملية.

وصدرت إدانة عن الحكومة اليابانية مؤكدة ان الهجوم “مؤسف جدا” بينما يبذل الجانبان “الإسرائيلي” والفلسطيني “جهودا للتوصل إلى السلام”.

غير أن مجلس الأمن الدولي فشل ليل الخميس الجمعة خلال جلسة طارئة في التوصل إلى اتفاق لإدانة العملية وتبادلت “إسرائيل” وليبيا الاتهامات بالإرهاب. واشترطت ليبيا الدولة الوحيدة العضو في مجلس الأمن خلال اجتماع طارئ للمجلس مناقشة مشروع القرار الذي كانت تقدمت به بعثتها والذي يدين بشدة “إسرائيل” لقتلها مدنيين أبرياء بمن فيهم أطفال في قطاع غزة، ما حال دون تبني قرار يدين عملية القدس. وقال السفير الأمريكي في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد “كنا نعتقد أن قضية الإرهاب قضية منفصلة وما حدث (هجوم القدس) هجوم إرهابي واضح”.

وفي بيروت، اعتبر المرجع الديني محمد حسين فضل الله ان عملية القدس “عمل بطولي” و”رد فعل طبيعي على العنف الوحشي “الإسرائيلي” في غزة”. وقال فضل الله في خطبة الجمعة في ضاحية بيروت الجنوبية، “ان العملية البطولية في القدس أثبتت أن المجاهدين في فلسطين قادرون على إنزال الضربات القاسية بالصهاينة، على الرغم من الإجراءات الأمنية المعقدة”. وأضاف “هي رد فعل طبيعي على العنف الوحشي “الإسرائيلي” في غزة، وكذلك في الضفة، وتؤكد على ان اي تصعيد “إسرائيلي” سوف يجتذب رد فعل مواز له”.        

المصدر: وكالات