لن تنته معاناة العراق قبل أن يحسم جدل الحمير والفيلة
رفض مجلس الشيوخ، خطتان تقدم بها السيناتورات الديمقراطيون، وذلك بعد جلسة عاصفة، شهدت التراشق اللفظي، وتبادل الكلمات الساخنة، حول الحرب في العراق. هذا، وأعلن المجلس بوضوح تأييده لسياسة الرئيس بوش الرامية إلى التواجد في العراق لفترة عام كامل مقبل.
خطة الانسحاب الأولى تقدم بها السيناتور جون كيري، وأيدها 12 من الديمقراطيين، وكانت تطالب ببدء الانسحاب من العراق في نهاية هذا العام، وحددت يوليو 2007 م، كآخر فترة ممكنة لإكمال سحب كل القوات الأمريكية الموجودة في العراق. هذا، وعندما تم تقديم هذه الخطة وعرضها للتصويت، سقط الاقتراح بـ 86 مقابل 13 صوتاً فقط إلى جانب الخطة.
خطة الانسحاب الثانية، تم تقديمها بعد دقائق من سقوط الأولى، وكانت نتيجة تصويت المجلس على الخطة الثانية، 60 صوتاً ضدها.. مقابل 39 صوتاً لصالحها.
أبرز ملامح هذه الخطة تتمثل في إصدار قرار يحث الإدارة الأمريكية على بدء عملية انسحاب يتم على مراحل، بحيث تنسحب الدفعة الأولى من القوات خلال هذا العام، يليها انسحاب دفعات لاحقة، هذا ولم تحدد الخطة أي تاريخ نهائي أو أي قيد زمني نهائي فاصل لإكمال عملية سحب القوات الأمريكية من العراق.
على خلفية الرفض الشعبي المتزايد في أمريكا، ضد الحرب في العراق، دار صراع بين الحزبيين الكبيرين، الجمهوري والديمقراطي، على النحو الذي أصبحت فيه مسألة الوجود الأمريكي في العراق، من المسائل المؤثرة في كسب الرأي العام الأمريكي، وعلى هذا الأساس، أصبح عدداً كبيراً من النواب الديموقراطيين يرفض وجود القوات الأمريكية في العراق، بعكس الجمهوريين الذي يؤيدون الوجود غير المحدد أو المقيد.
انتقد ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي، موقف نواب الحزب الديموقراطي، قائلاً: "إن أسوأ حل يمكن أن نلجأ إليه على الإطلاق هو أن ندعم الإرهاب، عن طريق القيام بتنفيذ ما يطلبون منا أن نفعله: وهو أن نغادر العراق ونخرج منه.."
أما زعيم الديموقراطيين السيناتور هاري ريد، فقد انتقد الجمهوريين قائلاً: "إن المطالبة بتغيير الطريقة والأسلوب المتبع، لا تعنى (عدم المسؤولية)، ولا تعني عدم الوطنية، بل تعني بالأحرى : الشيء الصحيح الذي يتوجب علينا أن نقوم به ونفعله.. "
كذلك، انتقد السيناتورات الديموقراطيون، موقف الإدارة الأمريكية، الذي أصبح يكتفي بحالة الـ (لاخطة) ، والـ (لا نهاية) للحرب العراقية ووجود القوات الأمريكية.. وذلك على الأقل في المدى المنظور..
وبالمقابل ركز السيناتورات الجمهوريون على ترديد ما تقوله الإدارة الأمريكية بأن القوات الأمريكية سوف تظل موجودة في العراق إلى حين تكون قوات الأمن العراقية قادرة على الدفاع عن أمن العراق، ضد التمرد الذي أخذ طابعاً جامحاً متزايداً من لحظة غزو القوات الأمريكية للعراق من عام 2003م وإطاحتها بنظام الرئيس صدام حسين . والمؤشر يتجه إلى أن معاناة العراق لن تنته قبل أن يحسم جدل الحمير والفيلة.
الجمل
إضافة تعليق جديد