لبنان: قمة إسلامية- مسيحية للتباحث بالقضايا الوطنية الطارئة

19-10-2011

لبنان: قمة إسلامية- مسيحية للتباحث بالقضايا الوطنية الطارئة

بمبادرة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وبترحيب من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، التقى في دار الفتوى رؤساء الطوائف اللبنانية للتباحث بالقضايا الوطنية الطارئة.
وقد افتتح مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني اللقاء مشدداً على أن «دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية هي دار اللبنانيينَ جميعاً، هذه الدار التي تشهد على وحدة العيش المشتَرَك بين اللبنانيينَ في أصعبِ مرحلةٍ من تاريخ لبنان المعاصِر وأحلَكِها، وهي شاهدة على الاِنتصار الأخير للعيش المشترك بإنجاز اتِّفاق الطائف الذي رسَّخ العَيشَ المُشتَرَك في هذا البلد ولفت إلى «إنَّنا في وطَننا لبنانَ نتعاهَدُ اليوم معاً مسلمينَ ومَسيحيين على الأمن والأمانِ لبَعضِنا وأشار إلى أن هذا الاجتماع هو استثنائي وتاريخي، في ظروفٍ استثنائيَّةٍ وتاريخية، ودار الفتوى في الجمهورية اللبنانية هيَ دارُ الجميع، كما لبنانُ هوَ وطَنُ للجميع.
بدوره تمنى البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في كلمته في القمة الروحية ألا تؤدي حوادث سورية إلى حرب أهلية وألا تنتقل إلى لبنان. وأعلن أنه طلب مساعدة فرنسا لتقوية الجيش لنزع مبررات سلاح «حزب اللـه».وفي ختام اللقاء صدر عن اللقاء توصيات نقلها أمين عام لجنة الحوار الإسلامي- المسيحي محمد السماك تضمنت:
أولاً- متانة العيش الوطني والتفاعل التاريخي والحاضر في المنطقة العربية بين المسلمين والمسيحيين، استناداً لانتمائهم العربي هوية وثقافة ولتجربتهم العريقة والغنية ولتحدياتهم المشتركة والمصير الواحد، وتأكيد أن وجود المسيحيين في الشرق هو وجود تاريخي أصيل ودورهم أساسي وضروري في أوطانهم.
ثانياً- استقرار لبنان الوطن النهائي لجميع بنيه على ثوابت العيش المشترك ومرجعية وسيادة الدولة والدستور، والتوافق على المصالح الوطنية والقومية الكبرى ضمن القواعد التي أرستها وثيقة الوفاق الوطني اللبناني في الطائف وعلى أساس المشاركة في إدارة الشأن العام واحترام مبدأ المناصفة.
وشدد على أن وحدتنا الداخلية تدعونا إلى الوقوف سداً منيعاً في وجه كل المحاولات الخارجية التي تستهدف زرع الفتنة في ما بيننا.
ثالثاً: احترام كرامة الإنسان وحرياته الأساسية ومن ضمنها الحريات الفردية والدينية والسياسية وحرية التعبير، واعتبار التنوع غنىً وإثراءً لإنسانية الإنسان، واعتبار المواطنة أساساً في تحديد الحقوق والواجبات، وفقاً للمبادئ الدستورية والقانونية والشرائع الدولية وفي مقدمتها شرعة حقوق الإنسان.
رابعاً: لبنان جزء من العالم العربي هويةً وثقافةً ومصيراً. وقد كان اللبنانيون رواداً في نشر ثقافة النهوض والاستنارة في هذا الشرق. وعلى مُثُل العيش المشترك والتنوع والحرية والمواطنة وحكم القانون حاولوا بناء نظامهم السياسي والديمقراطي، فتفاوت نجاحهم في ذلك، إنما ما وهنت عزائمهم في البقاء على الثوابت الإنسانية والوطنية، وفي صون تجربتهم الرسالية وتطويرها. والأمل اليوم وغداً باقٍ في تقرية ثقافة المواطنة لدى شباب لبنان ومحبة الوطن ومعرفة تراثه والالتزام برسالته ودوره في العالم العربي والعالم.
خامساً: إن الحراك الجاري في البلدان العربية المطالب بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية، يتيح فرصاً تقتضي الاستفادة منها لحماية هذا الحراك ومنعه من الانزلاق إلى ما قد يتجه به اتجاهات تنحرف به عن غاياته الأصيلة أو تكون سبباً في إثارة الهواجس والمخاوف. والمطلوب من الجميع الحرص على الإصلاح والتطوير والانفتاح ومراعاة الإرادة الشعبية والتمسك بالدولة المدنية القائمة على مفهوم المواطنة بما يبدد كل الهواجس ووجوه القلق ويعزز الثقة بالعيش الواحد، والحرص في الوقت ذاته على أمن المجتمعات والانسجام بين فئاتها، وصون المصالح الوطنية والقومية. مع تأكيد رفض كل أنواع التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية ورفض كل أنواع الظلم والعنف والاستبداد.
سادساً: إن لبنان وطن الرسالة والعيش المشترك واحترام الحريات، يبقى ويستمر بوحدة أبنائه وبإيمانهم به وبرسالته، وبتضامنهم في مواجهة محاولات إثارة الفتن وباعتماد الحوار الهادئ والمباشر والصريح أساساً لحل المسائل الخلافية بعيداً عن التخاطب الاتهامي في وسائل الإعلام.. ويشكل التزام اللبنانيين ببناء الدولة ومؤسساتها الدستورية الضامن لهم جميعاً.
سابعاً: إن لبنان القوي بوحدته الوطنية وبتضامن أشقائه العرب وباحترام المجتمع الدولي، يلتزم برفض توطين اللاجئين الفلسطينيين شكلاً وأساساً، ويتمسك بحقهم في العودة إلى أرضهم ووطنهم عملاً بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 194. ويعتبر العمل على تحرير بقية الأراضي اللبنانية والعربية المحتلة وتحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية مما تتعرض له من انتهاك واعتداء، واجباً وطنياً وعربياً جامعاً وبحكم قرارات الشرعية الدولية. وهو يهيب بالأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وفي هذا اللقاء الأخوي الذي ساده الودّ، وانتصرت فيه اعتبارات الصراحة والمصالح اللبنانية والعربية الكبرى، اتفق أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة على الاستمرار في التشاور، في شتى الظروف والأحوال، وخاصة في هذه الظروف الاستثنائية. وهم يهيبون بمواطنيهم وإخوانهم العرب أن يبقوا على الالتزام بالأسس الأخلاقية الصلبة للقيم الدينية المسيحية والإسلامية، وأن يصونوا عيشهم المشترك والتاريخي في هذه المرحلة الفاصلة والحساسة التي تمر بها مجتمعاتهم العربية، ويمر بها العالم المعاصر.

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...