لافروف: معارضو "خطة عنان" يعملون من أجل افشالها
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الهدنة في سورية مازالت هشة، داعيا الأطراف التي لها تأثير على اطراف النزاع إلى العمل ضمن مصالح الشعب السوري وأمن المنطقة، وليس انطلاقا من طموحات تلك الأطراف.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو يوم 17 ابريل/نيسان: "إن الهدنة مازالت هشة جدا. وهناك من يتمنى فشل خطة كوفي عنان، وهؤلاء اعلنوا ذلك حتى قبل الاعلان عن الخطة". وأضاف: "لدينا معلومات تفيد بأن الذين لهم هذا الموقف والذين تنبأوا بفشل خطة كوفي عنان، يعملون ما بوسعهم من أجل تحقيق هذا التنبؤ. انهم يعملون ذلك من خلال توريد اسلحة الى المعارضة وتحفيز عمليات المعارضة التي تنفذ يوميا هجمات على المواقع الحكومية والشرطة وعلى مواقع مدنية، وهذا لا يساعد على ضمان المصالحة".
وقال "الشيء الرئيس يكمن في أن على كل من له تأثير على اطراف النزاع في سورية، أن يستخدم هذا التأثير لصالح ضمان استمرار الضغط على كافة الاطراف التي تتقاتل في سورية، لكي يتم تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي".
واضاف "طبعا، تتخذ القوات الحكومية اجراءات مضادة للاستفزازات، ونتيجة لذلك لا تجري الامور بصورة هادئة". وتابع قائلا: "هناك بلدان وقوى خارجية، غير راغبة عن نجاح جهود مجلس الامن الدولي، ولهذا تحاول بشتى الوسائل استبدال تلك الجهود باشكال غير رسمية مثل "مجموعة اصدقاء سورية"، وتحفز المعارضة على عدم التعاون مع الحكومة، حتى في مجال ضمان الهدنة وبداية الحوار مستقبلا".
وقال "آمل أن ينطلق كل الذين يتعلق الأمر بهم، من مصلحة الشعب السوري والامن في المنطقة، وليس من منطلق طموحاتهم".
ودعا لافروف الى الاسراع في نشر مراقبي هيئة الامم المتحدة في سورية، واعرب عن اسفه للتباطؤ الذي حصل في النظر في هذا الموضوع. وقال: "لفتنا نظر سكرتارية هيئة الامم المتحدة الى تأخر تقديم مقترحاتها حول شكل ومؤشرات نشاط بعثة المراقبين، والتي يجب أن تعرض على مجلس الامن الدولي للموافقة عليها. لذا عليها الاسراع في صياغة ذلك، لكي تأخذ البعثة طابعا قانونيا".
وأضاف أن الاسراع في نشر مراقبي بعثة الامم المتحدة في سورية يجب أن يساعد على تنفيذ خطة عنان، مشيرا إلى أن مجموعة اخرى من المراقبين الدوليين ستصل الى سورية قريبا.
وقال: "وصلت المجموعة الاولى الى سورية، وسوف تصل قريبا مجموعة اخرى تتكون من حوالي 20 مراقبا. وسيكون عدد المراقبين بحدود 250 مراقبا".
وكانت مجموعة من ستة مراقبين وصلت الى سورية، وهي برئاسة ضابط مغربي. وتوقع بان كي مون الأمين العام لهيئة الامم المتحدة، أن يتخذ مجلس الامن الدولي قرارا بنشر بعثة المراقبين الكاملة في سورية خلال هذا الاسبوع.
وكان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قد أعلن ان التمثيل الروسي في بعثة المراقبين بسورية هو تمثيل ذو وزن، مشيرا الى ان اول فريق للمراقبين الدوليين قد وصل الى سورية، علما ان العدد الاجمالي للمراقبين الواجب وصولهم الى هناك يبلغ نحو 250 مراقبا . وقال ريابكوف :" لا تزال تفاصيل مشاركتنا في بعثة المراقبين في سورية قيد التطور. وسيكون تمثيلنا في تلك التشكيلة الدولية تمثيلا ذي وزن، لانه يستحيل الحصول على صورة موضوعية لما يحدث دون تفعيل مهمة المراقبة الدولية".
ولفت الدبلوماسي الروسي الى ان الهدوء في سورية والمصالحة الوطنية لا يتوقفان على حكومة هذه البلاد فقط، بل على مسؤولية الذين يعارضون تلك الحكومة. واضاف قائلا:" مع الاسف فان شركاءنا، وخصوصا الشركاء الغربيين، كانوا يراهنون في هذه الازمة على الضغط الذي يزداد تأثيره على دمشق. ويعتبر هذا الموقف احادي الجانب".
وقال ريابكوف ان الوضع في سورية ازداد هدوء، وموسكو تبذل جهودا رامية الى عدم العودة الى الماضي. واضاف قائلا:" فيما يتعلق بسورية فاننا نرى ان بدء عمل المراقبين الدوليين هو عامل ايجابي، وقد اصبح الوضع اكثر هدوءً بشكل عام. ونبذل الجهود كيلا يشهد الوضع تراجعا".
من جهة أخرى بحث وفد المعارضة السورية الداخلية مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي اليوم تنفيذ خطة كوفي عنان ووقف اطلاق النار في سورية. صرح بذلك عبد العزيز الخير عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية في شؤون العلاقات الخارجية لوكالة "إيتار – تاس" الروسية للانباء.
وقال:" لقد عقدنا لقاء ناجحا في وزارة الخارجية الروسية وبحثنا خطة كوفي عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية وتصوراتنا حول مستقبل سورية". وبحسب قول المعارض السوري فقد جرى تبادل الاراء حول ما يجب عمله من اجل تنفيذ خارطة الطريق ووقف اطلاق النار.
ومضى الخير قائلا:" لقد بحثنا ما يمكن ان تعمله روسيا في هذا المسار وما تتخذه المعارضة من خطوات في هذه المسألة وسبل التعاون بيننا".
المصدر: روسيا اليوم
إضافة تعليق جديد