لارتفاع أسعاره الجنوني ..مواطنون سوريون يقتصرون على شراء جلد الفروج!
قبل سنوات كانت “نوال العقيبي” من أبناء مدينة “بانياس” تشتري الفروج كاملا دون التخلي عن أي جزء منه، فعائلتها كبيرة قوامها خمسة أفراد، وسعره ضمن قدرتها الشرائية قبل تقلص راتب زوجها نتيجة التقاعد وانخفاض سعر صرف الليرة، ولكنها اليوم تشتري قطع الفروج بحسب طبيعة وجبة الطعام الراغبة بطهيها، فهي أوفر مادياً وتستهلكها كاملة دون هدر.
توضح “العقيبي” أنها تجهز لطبخة وجبة المحاشي مثلاً قطعة سفن واحدة تفرمها، وتضعها ضمن الأرز خلال مرحلة التحضير، ولطبخة ورق العنب تشتري فخذ فروج واحد مع الرقبة أو الظهر، وإن رغبت بطهي المرقة البيضاء مع الأرز تشتري خمسة قطع جوانح، وهذه الكميات تكفيها لوجبتين تقريباً.
شراء قطع الفروج أصبح اليوم أمراً مفروضاً وشائعاً جداً بين العائلات وخاصة الكبيرة منها، بعد ارتفاع أسعار الفروج الكامل وخروجه عن قدراتهم الشرائية، وهذا دفع الكثير من أصحاب محال بيع الفروج وخاصة منها القديمة للعمل ببيع القطع بدلاً من الفروج الكامل وفق حديث “سبع ماضي” صاحب محل منذ عدة سنوات.
يقول “ماضي”: «يصل سعر الفروج الكامل اليوم إلى حوالي /15000/ ليرة مذبوح ومنظف، أي ما يعادل ربع راتب الموظف من الفئة الأولى، وهذا دفع غالبية أرباب الأسر حديثاً إلى التوجه لشراء قطع الفروج وفق الحاجة، وتختلف ثقافة بيع القطع في “طرطوس” عن بقية المحافظات، حيث سبق أن عملت في “دمشق” أيضاً بمحال بيع الفروج، وكانت هذه العادة منتشرة لكنها في “طرطوس” حديثة وسببها ارتفاع الأسعار الكبير»،
لافتاً إلى أنه يبيع اليوم الفخذ كامل “دبوس مع الورك”، ويباع السفن مع العظم، ويباع الجزء العلوي من الظهر مع الرقبة، وتباع السودا مع القلب دون القوانص.
“ماهر مرعي” رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك أكد أن سعر كيلو الأفخاذ /10800/ ليرة وكيلو الأجنحة /4800/ وكيلو القوانص /4800/ وكذلك بالنسبة للظهر، منوهاً إلى أن ثقافة بيع قطع الفروج حديثة في المحافظة بخلاف بقية المحافظات، وكذلك تسمية قطع الفروج ومكوناتها.
في “دمشق” لا يختلف الوضع عن “طرطوس” حالياً حيث يتم بيع قطع محددة من الفروج في محلات بالضواحي والأحياء، مثل الصدر والجوانح والسودة والأفخاد، حيث تقسم الأفخاد إلى دبوس ووردة، حسب ما أكده “أحمد” صاحب أحد محلات الفروج في “ضاحية حرستا” السكنية، لافتاً إلى أنه خلال عمله المستمر منذ سنتين هناك سيدات يشترين منه جلد الصدر، والرقبة مع الرأس.
تقول سيدة فضلت عدم ذكر اسمها أنها تشتري الجلد لتسلقه وتطبخ بمرقته البرغل والرز، بديلاً عن الزيت والسمنة لغلاء سعرهما، ويعطي نكهة الفروج الذي لا قدرة لها على شرائه كاملاً.
أما في سوق “باب سريجة” فيوجد محلات تبيع قطع أخرى منفصلة منها الرقبة، والقوانص التي هي معدة الدجاجة، ومايسمى عظم الظهر، وكل قطع لها تسعيرتها، أما في مؤسسات السورية للتجارة يباع الفروج قطع أيضا صدر وأفخاد، ويكون عادة أقل سعراً من السوق بـ٧٠٠ ليرة، مثلاً لحظة كتابة هذا التقرير (قبل العيد)، كان كيلو الصدر بـ١٢٧٠٠ بالمحلات وفي صالة السورية للتجارة بـ١٢ ألف.
سناك سوري
إضافة تعليق جديد