كيف خفضت غرامة محل ساعات من 3 ملايين إلى مليون فقط؟
ساعات مهربة ضبطتها الضابطة الجمركية في أحد المحال التجارية في منطقة بدمشق فتحت باب الأسئلة حول الآلية التي تتم بها عمليات التحري والضبط ولاسيما في الظروف الحالية في وقت تعاني فيه البلاد حصاراً اقتصادياً جائراً وحاجة الأسواق إلى بضائع ومنتجات تسد الطلب الكبير في هذه الظروف وما يرتب على هواجس المواطن من زيادة في الاستهلاك والإنفاق.
المسالة تتلخص بأن أحد محال الساعات في منطقة من مناطق دمشق كان موضعا لتحري الضابطة الجمركية بعد ورود معلومات تفيد بوجود ساعات مهربة في المحل حيث تحرزت الضابطة على نحو 550 ساعة من المحل، وبعد تنظيم الضبط وحضور المخالف إلى مقر الضابطة وإقراره بالمخالفة قدرت المخالفة بحوالي 3 ملايين ليرة سورية ليصار إلى تخفيضها بعد التزام صاحب المحل بدفع الغرامة والمصالحة على البضاعة.
ويمكن تلخيص الأسئلة بجملة منها تتمحور حول آلية التحري وقانونيتها وكيفية تخفيض الغرامة من 3 ملايين ليرة إلى مليون واحد من الليرات السورية حيث أفاد العميد مشهور حسن رئيس ضابطة سيار دمشق أن الضابطة الجمركية ووفقا لقانون الجمارك الناظم لعملها يحق لها مراقبة تدفق البضائع وتحريها على امتداد الأراضي السورية وتدقيق مدى قانونيتها، وعلى هذا الأساس تم تحري المحل المخالف بعد توقيع أمر تحرٍ ودخول للمحل من قبل المحامي العام الأول بدمشق حيث تبين أن المعلومات الواردة صحيحة والمخالفة موجودة، أما عن كيفية تخفيض الغرامة من 3 ملايين ليرة إلى مليون واحد، فقال العميد مشهور حسن إن آلية التعامل مع المخالفات تتيح التعامل بمرونة تأسيسا على توفر حسن النية لدى المخالف في حال إبداء رغبته والتزامه بدفع الغرامة وهو ما تأسس عليه تخفيض الغرامة بمقدار مليوني ليرة سورية لجهة أن مليون واحد يدخل إلى الخزينة العامة للدولة لهو أكثر جدوى من 3 ملايين ليرة تبقى حبراً على ورق لتحال الاضبارة على القضاء إلى حين البت فيها وهي مسالة تستغرق وقتا حتى يحكم في المخالفة بحكم قضائي مبرم ويلزم المخالف بدفع مخالفته ناهيك عن إمكانية دفاعه بعدم توافر السيولة ليصار إلى الحجز ومن ثم البيع بالمزاد العلني وهي إجراءات تستغرق وقتا طويلا قد يصل إلى ما ينوف على السنة أو السنتين الاثنتين وعليه فقد تم تحصيل مليون ليرة سورية سددت للخزينة العامة للدولة مقابل هذه المخالفة مع الأخذ بعين الاعتبار أن المخالفة موجودة ومرتكبة ولم تتحر الضابطة الجمركية المحل من فراغ.
الوطن
إضافة تعليق جديد