كارثة في سماء أوكرانيا: مقتل 300 في «إسقاط» طائرة
دخلت الأزمة الأوكرانية مرحلة جديدة، أمس، تؤكد احتدام القتال بين الحكومة والانفصالييين لدرجة إطلاق صواريخ جوية متطورة كان ضحيتها نحو 300 شخص كانوا على متن طائرة ماليزية، فيما تبادلت أطراف النزاع الاتهامات حول المسؤولية عن هذه الكارثة.
وجاء ذلك فيما كانت روسيا منشغلة بالرد على قرار العقوبات الأميركية الأوروبية، إذ هددت برد «مؤلم» على واشنطن، بينما حذّر الرئيس فلاديمير بوتين، بعد اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي باراك أوباما، من «مأزق» سيدفع العلاقات الأميركية الروسية إلى «طريق مسدود».
وفيما وصف الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو تحطم الطائرة الماليزية بـ«العمل الإرهابي»، أشارت وزارة الداخلية الأوكرانية الى أن عدد القتلى أكثر من 300 بينهم 23 مواطناً أميركياً. وفي وقت لاحق، أعلن نائب رئيس الفرع الأوروبي للخطوط الجوية الماليزية هويب غورتر أن من بين الضحايا 154 هولندياً، و27 استرالياً، و23 ماليزياً، و11 أندونيسياً، و6 بريطانيين، و4 بلجيكيين، و4 ألمان و3 فيليبينيين، وكنديا واحدا، بينما أعضاء الطاقم الـ 15 جميعهم ماليزيون.
وكان الرئيسان الأميركي والروسي قد تطرقا الى حادث الطائرة الماليزية، خلال اتصال هاتفي ناقشا فيه العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا لدورها في الأزمة الاوكرانية، حسبما أعلن البيت الأبيض والكرملين.
غير أن قناة «روسيا اليوم» نقلت عن مصدر في الطيران الروسي أن طائرة ركاب مدنية ماليزية من طراز «بوينغ - 777»، كانت تنفذ رحلة من أمستردام إلى كوالالمبور، أُسقطت على ارتفاع 10 كيلومترات في قرية غرابوفو التابعة لمقاطعة دونيتسك، وكان على متنها 280 راكباً والطاقم المكون من 15 شخصاً.
في وقت لاحق، أورد الموقع الرسمي لـ«جمهورية لوغانسك» الانفصالية في شرق أوكرانيا أن «شهود عيان شاهدوا بوينغ 777 تتعرض لهجوم من قبل طائرة مطاردة أوكرانية. وبعد ذلك انشطرت الطائرة الماليزية إلى شطرين وسقطت على أراضي جمهورية لوغانسك. بعد الهجوم، أُسقطت الطائرة الأوكرانية التي هوت هي الأخرى في أراضي جمهورية لوغانسك».
في المواقف الدولية، وصف الرئيس الأميركي سقوط الطائرة الماليزية بـ«الفاجعة الرهيبة»، بينما دعا كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي الى التحقيق في الحادث. وجاء هذا الحادث بعد اختفاء طائرة ماليزية مماثلة في منطقة المحيط الهندي في 8 آذار الماضي كانت تقل 239 شخصاً.
في هذه الأثناء، أكد مسؤول في وزارة الداخلية الأوكرانية مقتل جميع ركاب الطائرة وأفراد طاقمها، بينما نفى قادة «جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية المؤيدة لروسيا، ضلوع قواتها في إسقاط الطائرة الماليزية. وحمّل عضو مجلس الأمن في «الجمهورية» سيرغي كافتارادزي الجانب الأوكراني مسؤولية إسقاط الطائرة، موضحاً أن المتمردين غير مزودين بأسلحة تمكنها من إصابة طائرات على هذا الارتفاع.
وكان الجانب الأوكراني قد اتهم المتمردين الانفصاليين بإسقاط الطائرة باستخدام منظومة «بوك» الجوية الروسية الصنع، لكن مصدراً مطلعاً في وزارة الدفاع الروسية أفاد أن كتيبة لصواريخ «بوك» تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية وصلت أمس الأول إلى منطقة دونيتسك.
من جهة ثانية، توالت المواقف الروسية على أعلى المستويات أمس حول العقوبات الأميركية الأوروبية، إذ قال الرئيس الروسي إن العقوبات «لها أثر مُرتد. وبلا أدنى شك سيدفع ذلك العلاقات الأميركية الروسية إلى طريق مسدود ويتسبب في أضرار خطيرة».
بدوره، قال رئيس الحكومة الروسية ديميتري ميدفيديف، خلال اجتماعه مع أعضاء حكومته أمس، إنه في ما يخص «العلاقات مع الدول التي تفرض هذه العقوبات، سنعود ببساطة إلى الثمانينيات». وأضاف ان «الضغط على روسيا لا يمكنه إلا أن ينعكس في سياستنا النقدية وأولوياتها حيث نضطر لزيادة الاهتمام بإنفاق الدفاع والأمن».
في الوقت نفسه، اتخذ الأوروبيون من جهتهم عقوبات أقل حجماً، فجمدوا برامج يقوم بها في روسيا المصرف الأوروبي للاستثمار والمصرف الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. وقرر الاتحاد الأوروبي من جهة ثانية استهداف «كيانات» بما فيها الروسية، وهي متهمة بأنها تقدم دعماً «مادياً ومالياً» للتحركات التي تهدد أو تنسف سيادة أوكرانيا، لكن لائحته المحددة لن تكتمل قبل نهاية تموز، حسبما ذكر مصدر ديبلوماسي.
إلى ذلك، قال مسؤولون إن سبعاً من دول حلف شمال الأطلسي اختتمت مناورات «بريز 2014» البحرية في البحر الأسود، أمس، والتي كانت بقيادة الأسطول البلغاري واستمرت عشرة أيام.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد