كاتيوشا.. ما قصة هذه الفتاة التي أعطت إسمها للصواريخ الروسية؟
حتى ولو لم تكن لديك خبرة كافية بأنواع الأسلحة، فلا بد أنك سمعت يوماً ما عن صواريخ «كاتيوشا» أول صواريخ ذاتية الدفع في العالم.
رغم قدمها فإنّ شعبيتها بازدياد
على الرغم من أن صواريخ «كاتيوشا» التي أنتجها الاتحاد السوفييتي إبان الحرب العالمية الثانية باتت قديمة الطراز، فإنها لا تزال تحافظ على شعبيتها، نظراً لقوَّتها وفاعليتها وتكلفتها المنخفضة نسبياً، إذا ما قورنت بالأنواع الأخرى.
لذلك نجد أنه عبر التاريخ لجأت أغلب الحركات الثورية إلى استخدام هذا النوع من الصواريخ.
لكن ما قصة تسميتها؟
«كاتيوشا» هو تصغير لاسم «كاترينا»، الاسم الأكثر انتشاراً في روسيا.
وعلى الرغم من أن تسميات عديدة التصقت بهذا السلاح في بداية إصداره مثل «كيت الصغيرة»، إلا أن اسم كاتيوشا كان الأكثر شهرة وشعبية بين صفوف الجنود السوفييت وعامة الشعب، والسبب: أغنية.
كتب الشاعر الروسي ميخائيل إيزاكوفيكسي أغنية كاتيوشا في أواخر الثلاثينات، ولحّنها ماتفي بلانتر، فيما غنَّتها لأول مرة المغنية الشعبية ليديا روسلانوفا.
واكتسبت هذه الأغنية شعبية منقطعة النظير عندما غنتها طالبات من كلية موسكو في العام 1939 كوداع لمجموعة من الجنود المشاركين في الحرب.
هذه الأغنية التي كانت تشحذ همم المحاربين هي التي ألصقت اسم كاتيوشا بالسلاح الذي كان يُرعب الألمان حتى سمَّوه «سيمفونية ستالين».
من هي كاتيوشا؟
هي فتاة حسناء تطوع حبيبها في الجيش السوفيتي ليقاتل إلى جانب رفاقه في الجبهة ضد النازيين، فراحت تغني له.
تعاهد الفتاة حبيبها في الأغنية بأنها ستبقى بانتظاره وفية له، إلى أن يعود من الحرب.
وتعاهده أيضاً بأنها ستحرس حبّهما وتصونه، كما يحرس هو بلاده ويصونها.
الأغنية لم تصل إلى الجندي المحارب فقط
تعكس هذه الأغنية عبقرية الملحن ماتفي بلانتر، الذي حملت ألحانه نفساً ثورياً جعل من الأغنية أيقونة للثورة في غضون الحرب العالمية الثانية وإلى يومنا هذا.
ولم تصل أغنية كاتيوشا إلى حبيبها المحارب فحسب، بل صدحت في كل أنحاء العالم.
جذب لحن الأغنية المؤلفين في العديد من الدول، فبدأوا بتأليف أغان تحمل لحن كاتيوشا، لكن بكلمات مختلفة.
أغلبها حمل طابعاً ثورياً، وبعضها كان عبارة عن ترجمة منمقة للأغنية، مثل النسخة الإنجليزية مثلاً.
انتشار عابر للقارات
بعد أن ذاع سيط الأغنية في كل أنحاء الاتحاد السوفييتي، قام الطبيب الإيطالي فيليس كاسكيوني بكتابة أغنية «صفير الريح»، التي حملت لحن كاتيوشا نفسه.
حملت الأغنية الإيطالية طابعاً ثورياً كذلك، إذ كتبت خلال مقاومة الثوار الإيطاليين للقوات الألمانية، بعد استسلام حكومة «بادوليو» أمام الحلفاء وقيام نظام فاشي بقيادة موسوليني.
كذلك كتبت أغنية يونانية بنفس اللحن حملت اسم «جبهة التحرير الوطني» التي كانت الحركة الرئيسية للمقاومة اليونانية خلال مواجهة الغزو الألماني.
أما الجنود الصينيون فقد غنّوا كذلك كاتيوشا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ولا تزال هذه الأغنية واحدةً من أكثر الأغاني الشعبية انتشاراً.
إضافة تعليق جديد