قيرغيزيا : قيادات الثورة يتحالفون مع زعماء المافيا
شهدت العاصمة القيرغيزية بشكيك أمس، تظاهرات حاشدة نظمتها المعارضة ضد ما وصف بأنه «تغلغل الجريمة المنظمة» في مؤسسات السلطة.
وشكل هذا التحرك الأوسع من نوعه منذ عام، أول انذار جدي للقيادة التي حملتها «ثورة السوسن» الى سدة الحكم في آذار(مارس) 2005.
ولبى آلاف القيرغيزيين دعوة تحالف القوى الديموقراطية الذي يضم نحو 30 حزباً ومنظمة غير حكومية الى التجمع وسط بشكيك في ساحة شهدت العام الماضي انتصار الثورة التي أطاحت نظام الرئيس عسكر أكايف، بدعم من «أوساط غربية وهياكل الجريمة المنظمة في البلاد»، بحسب ما أكده مقربون من الرئيس السابق.
وحمل متظاهرون لافتات نددت بـ «تغلغل هياكل الجريمة المنظمة» في مؤسسات السلطة، ودعت الى تسريع وتيرة الاصلاحات الدستورية والادارية التي تعهد بها الرئيس كورمان بيك باكايف الذي أنتخب بعد انتصار «ثورة السوسن».
وقال الماز بيك اتامبايف، أحد زعماء المعارضة والحليف السابق لباكايف، ان التحرك يسعى الى اقناع السلطات بأن المطالب المقدمة «لا تعبّر عن وجهة نظر سياسيين معارضين، لكنها تعكس تطلعات القيرغيزيين جميعهم». وأضاف ان شعوراً يسود عند كثيرين بأن «الثورة لم تقم، وان أكايف لا يزال يجلس على كرسيه، بعدما غير تسريحة شعره وبات حليفاً لزعماء الجريمة المنظمة».
وفرضت السلطات القيرغيزية، بدورها، تدابير أمن مشددة. إذ نشرت آلاف الجنود ورجال الشرطة في المناطق المحيطة بالساحة. وعــــلى رغم تأكــــيد قادة المعارضة على «سلمية التحرك»، هدد الرئيس باكايف بالتعامل بـ «قسوة بالغة» مع أي محاولة لاقتحام «البيت الأبيض» (مقر الحكومة الرسمي).
واضطر باكايف الى التحدث الى المتظاهرين لامتصاص نقمتهم، ووقف مع رئيس وزرائه فيليكس كولوف على منبر علق المعارضون تحته لافتة كتب عليها: «الشعب ليس في خدمة السلطة... السلطة في خدمة الشعب». وخاطب المتظاهرين مؤكداً انه «ابن الشعب ولن يفر من أمام مطالبه»، في اشارة الى فرار سلفه أكايف الى موسكو أثناء «ثورة السوسن». فيما تعهّد كولوف بـ «درس مطالب المتظاهرين».
لكن وعود رئيس الوزراء قوبلت بتحفظ من جانب زعماء المعارضة الذين أكدوا أنهم قدموا لائحة مطالب الى السلطات نصت على ضرورة اقالة عدد من المسؤولين المتهمين بصلات مع أركان الجريمة المنظمة، واعلان برنامج محدد للاصلاحات السياسية. وقال أحدهم ان المعارضة منحت السلطات مهلة شهر للبدء بتنفيذ «خطوات ملموسة»، معلناً ان أنصار المعارضة سيعودون للتظاهر في 27 أيار (مايو) المقبل في حال تلكأت السلطات في تنفيذ المطالب المقدمة.
المصدر : الحياة
إضافة تعليق جديد