قناص بيجي يتحدّى "داعش": أنظف بلدي من الجراثيم
بعد أن عاد القناص العراقي علي الطليباوي من التدريب في ساحات القتال في سوريا، أرسله قائده في مهمة تستمر شهوراً لقنص مقاتلي "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"- "داعش" من على أبراج أكبر مصفاة للنفط في العراق.
يقول الطليباوي إنه واحد من بين 150 عضواً في ميليشيا عراقية محاصرون إلى جانب القوات الحكومية ومسؤولي الأمن في مجمع بيجي النفطي العراقي الذي يطوقه مقاتلو التنظيم المتشدد منذ اجتياحهم شمال العراق في حزيران الماضي.
يضيف القناص التابع لجماعة "عصائب أهل الحق" المسلحة المدعومة من إيران في اتصال هاتفي من داخل مصفاة بيجي مع وكالة "رويترز": "لقد أمرني قائد مجموعتي بتهيئة نفسي للقيام بمهمة طويلة وحساسة"، مؤكداً أن "المهمة هذه المرة المهمة ستكون في مصفاة بيجي".
وبينما سيطرت القوات العراقية على نحو 60 في المئة من وسط بلدة بيجي، في الأيام القليلة الماضية، يقول قادة الجيش إنه سيتعين عليهم عبور منطقة مشاع يعتقد أن فيها قنابل مزروعة على الطريق وقناصة تابعين للتنظيم الاسلامي المتطرف، لاستعادة السيطرة على المصفاة.
وفي سوريا، حيث تدور حرب أخرى بين القوات الحكومية والمسلحين المعارضين للنظام، قامت وحدة تكتيكية من الجماعة التي ينتمي إليها الطليباوي بتدريبه ليكون قناصاً، حيث يصف المشهد بالقول: "كان الموت عند كل زاوية".
ويعيش الطليباوي وآخرون في المصفاة العراقية على إمدادات تسقطها القوات الحكومية جواً بطائرات هليكوبتر. ويقتاتون بمعجون الطماطم لأيام عندما يتعذر وصول الإمدادات.
يقول القناص العراقي: "كان رفاقي في سوريا يسمونني بالصقر. لقد كنت قادراً على إصابة منطقة الرأس من مواضع صعبة".
ويتابع: "الآن المهمة أسهل بكثير حيث في كل مرة يهاجم داعش المصفاة كنت أشعر بأني أمارس لعبة تسلية الكترونية".
وكانت أصعب لحظات مرّت عليه في الأبراج عندما رصد مقاتلي "داعش" يقودون شاحنات عسكرية عراقية محملة بالمتفجرات في اتجاه الدفاعات عن المصفاة.
ويقول عن ذلك: "كنا نستطيع رؤية الشاحنة وهي آتية في اتجاهنا، لكن كان من الصعب إيقافها، لأن كل أجزائها، تقريباً، كانت مغطاة بألواح مضادة للرصاص".
ويؤيد مسؤول أمني في الموقع وكذلك لقطات "فيديو" على موقع "يوتيوب" تلك الرواية، بينما يقول المتواجدون داخل المجمع إن المسلحين أسقطوا أيضاً طائرة مروحية عراقية كانت تدافع عن المصفاة.
لكن الضربات الجوية الأميركية حول بيجي ساعدت المسلحين الذين يتصدون لـ"داعش"، مثل الطليباوي على الصمود. إذ يقول القناص: "أنا أشعر بالفخر لما أقوم به.. أشعر مع كل رصاصة أطلقها نحو رأس إرهابي بأني أنظف بلدي من جراثيم ضارة".
وحث قادة بعض هذه الجماعات المسلحة المحلية مقاتليهم على التعاون مع القوات الحكومية. ونشأت صلات بين الجانبين. إذ يوضح أحد مسؤولي الأمن في المصفاة عن الوقت الذي أمضاه في تبادل الأحاديث مع المسلحين، قائلاً: "لقد أصبحنا أصدقاء مقربين وكنت استمتع بسماع القصص التي كانوا يروونها حول المعارك التي خاضوها عندما كانوا في سوريا".
(رويترز)
إضافة تعليق جديد