قطار الإعلام
لا يَخفى على أحد أنّ مكانة الكاريكاتور أصبحت تتعالى. فقد أخذ هذا الفن حيزاً هاماً في الصحف، لا بل أصبح دعامة أساسية في خلق حالة حوارية مع المتلقي ومخاطبة وعيه ومقاربة تطلّعاته.
وفي حديثٍ سابق عن عامل الدعابة وارتباطه الطبيعي والفطري إن( صحَّت التسمية) ببعض الأشخاص من رسامي الكاريكاتور والكتّاب الساخرين والممثلين الكوميديين، نلاحظ أن السخرية موجودة في إيماءاتهم وأحاديثهم. و هذا العامل يضفي الجاذبية على الأشخاص المذكورين. وتتفاوت درجة تقبل الآخر لهؤلاء الأشخاص، فمنهم من يأخذ حديثهم برواق، ومنهم من يعبّر بسرعة البرق عن عدم الرضا ممزوجة ببعض التأفف والتذمّر.
أرسلتُ عن طريق الفاكس رسالة مطلبية شديدة المحبة إلى مديرة التلفزيون ،لا تخلو- الرسالة- من همسة عتب، وبعد دقائق اتصلت شاكرة اهتمامنا بالتلفزيون ودوره الوطني البناء. ولبّت فحوى رسالتي مؤكدة متابعتها الحثيثة أخبار فنانينا وإبداعاتهم.
أمّا ما يثير الاستغراب حقاً، فهو قيام البعض بالهجوم غير المبرر على إعلامنا جملة وتفصيلاً، وبأشكاله كافة.
البعض اتخذ من عمود صحيفته ملعباً للهو والضحك على الذقون. والسؤال: ما مدى معرفة الزميل الصحفي بالمكساج والمكياج و..؟!
وعلى أي أساس استنتج زميلنا العارف بتفاصيل الأمور وسراديبها والقوانين المرعية وغير المرعية في أسلوب التقديم والإخراج و ( الكلوز)...؟!
وللعلم فقط، وبعيداً عن الأستذة والفلسفة، لا بدّ عند الحكم على شيء من أن يبنى على قاعدة منطقية ومقدمات يقينية، وهذا أمر بديهي.
وأتمنى ألا يفهم كلامي خطأ.لأنني لست ضد النقد، ولكن ضد الكلام المجاني الذي لايقدّم ولا يؤخر!
روى لي أحدهم ظاهرة رمي القطارات السيارة بالحجارة من بعض الرعاة. ورغم قصر الرواية، إلا أنها واضحة الدلالات وليست اعتباطية أو مجانية. لأنني أعتقد كما يعتقد الجميع، أن القطار لن يتعرض إلى ضرب الحجارة عند توقفه.
وأخيراً.. حاجتنا كبيرة عند تعاملنا مع اللحظة وتلقفها إلى نهوض جديد، وفكر يحمل شمس الإعلام في هذا الزمن القاتم والقادمات من الأيام.
رائد خليل
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد