قصف جوي تركي لقرى نائية شمالي العراق

06-03-2008

قصف جوي تركي لقرى نائية شمالي العراق

أفادت الأنباء ان طائرات حربية تركية قصفت قرى نائية في شمال العراق وذلك بعد مرور اسبوع على انتهاء هجوم بري كبير استمر 8 ايام نفذته القوات التركية ضد متمردين من حزب العمال الكردستاني في المنطقة. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى.

وكان الجيش التركي قد سحب قواته قواته من شمال العراق في 29 فبراير الماضي مؤكدا أن العملية العسكرية في المنطقة حققت أهدافها إلى كبير بما فيها قتل نحو 240 من المتمردين.

وتتهم تركيا حزب العمال الكردستاني بالمسؤولية في مقتل نحو 40 الف شخص منذ أن حمل الحزب السلاح سعيا لاقامة دولة كردية في جنوب شرق تركيا في عام 1984.

وكان الجنرال يسار بويوكانيت رئيس أركان الجيش التركي قد أعلن أن قواته ستقوم بهجمات جديدة ضد المسلحين من الأكراد الأتراك في العراق إذا ما دعت الضرورة.

ونفى بويوكانيت أن تكون بلاده قد أنهت العمليات ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في العراق قبل الموعد المحدد بسبب الضغوط الأمريكية على بلاده خشية زعزعة الاستقرار في العراق.

بينما نفى حزب العمال ما أعلنته تركيا عن مقتل نحو 250 من مقاتليه أثناء هجوم الجيش التركي على قواعده في العراق.

وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان قد دعا مسلحي حزب العمال الكردستاني الى القاء السلاح.

وجاء في رسالة متلفزة وجهها اردوغان: "ان طريق الارهاب لا تؤدي الى اي مكان، تخلوا عن هذه الطريق الخطأ ولا تسببوا المزيد من الالم لامهاتكم وآبائكم، فديمقراطيتنا ناضجة بما فيه الكفاية ويمكنها استيعاب كل اشكال التنوع".

واعلنت تركيا ان قواتها انسحبت من شمالي العراق بعد عملية برية دامت اسبوعا كاملا نفذها الجيش التركي ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني.

وجاء في بيان نشره الجيش على موقعه الالكتروني انه "حقق الاهداف المرسومة للتدخل العسكري وان قرار الانسحاب اتخذ بعد اتمام العملية وليس وفقا لاي تدخل خارجي".

وكانت الحكومتان العراقية والامريكية قد دعتا تركية الى انهاء تدخلها العسكري وسط مخاوف من ان تؤدي هذه العملية الى المزيد من التوتر الاقليمي.

وقالت انقرة ان عمليتها العسكرية استهدفت مواقع قتالية يستعملها اكثر من 3 آلاف مسلح من حزب العمال لشن هجمات عبر الحدود التركية.

كما تتهم تركيا العراق بعدم التحرك ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يستخدمون قواعد تقع على الاراضي العراقية للقتال من اجل دولة كردية جنوب شرقي تركيا.

من جهتها، قالت وكالة الاسوشيتد برس ان اكثر من 200 شاحنة نقل جنود عبرت الحدود نحو تركيا وغادرت المنطقة الحدودية مع العراق.

يذكر ان هذه العملية البرية الواسعة نسبيا كانت الاولى التي يشنها الجيش التركي في شمالي العراق منذ ان سمح البرلمان بذلك العام الماضي.

وافاد بيان الجيش التركي ان 240 مسلحا على الاقل من مقاتلي حزب العمال لقوا مصرعهم خلال العملية البرية، كما قتل 27 جنديا تركيا.

وقال الجيش كذلك بأنه "قرار البدء بالعملية اتخذ في تركيا من قبل الجيش التركي وفقا لمعطيات عسكرية صرف، كما ان قرار انهاء العملية جرى بالطريقة نفسها ودون اي تدخل او ضغط داخليا كان او خارجيا".

واعلن الجيش التركي انه "سيراقب عن كثب كل تحركات الارهابيين شمالي العراق ولن يسمح بأن تشكل المنطقة الحدودية خطرا على تركيا".

وكانت جهات عدة قد عبرت عن قلقها من ان تؤدي هذه العملية الى صدامات بين الاكراد العراقيين والجيش التركي في حال دامت، ما من شأنه ان يؤثر سلبا على امن المنطقة التي تعتبر اكثر مناطق العراق امانا.

وجاء اعلان انهاء العملية بعد يوم واحد من حث الرئيس الامريكي جورج بوش انقرة على انهاء تدخلها العسكري، وقد اوصل وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس شخصيا هذه الرسالة الى القيادتين السياسية والعسكرية في تركيا خلال زيارة قام بها للعاصمة التركية ثوم الخميس.

وقد وصف البيت الابيض الجمعة هذه العملية العسكرية بـ"الدقيقة والواضحة الاهداف وقصيرة الامد نسبيا".

كما اعلن البيت الابيض ان "الامر الذي يبقى واضحا هو ان الولايات المتحدة والعراق وتركيا ينظرون الى حزب العمال الكردستاني على انه منظمة ارهابية ويجب التعامل معه على هذا الاساس".

في المقابل، وصف العراق العملية التركية بـ"غير المقبولة لانها تخرق السيادة العراقية".

ورحب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بانهاء العملية وانسحاب الجيش التركي وقال ان "الولايات المتحدة لعبت دورا رئيسا في حث الجيش التركي على مغادرة الاراضي العراقية".

اما حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق فقد اعلن انه انتصر على الجيش التركي الذي انسحب بعد معارك ضارية.

وتقول بام او تول وهي احدى المحللات في بي بي سي ان انهاء هذه العملية بسرعة يريح حتما بغداد وحلفائها وبخاصة بعد توايد الكلام عن خطر مواجهة الجيش التركي مع اكراد العراق في حال استمر الهجوم مدة طويلة.

وتضيف المحللة ان الطبيعة الجغرافية للمنطقة الجبلية حيث جرت المعارك تجعل من الصعب اجراء مسح يظهر فعليا مدى نجاح العملية.

الا انه او تول تشير الى ان انقرة خلقت سابقة بتدخلها هذا بحيث انها اثبتت انها مستعدة لشن عملية مشابهة كل ما رأت ان امنها في خطر.

يذكر ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يصنفان حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة ارهابية.

ويقول المحللون ان تركيا قد نفذت من خلال هذه العملية عرضا للقوة بعد موجة من العنف نفذها حزب العمال طالت الجنود الاتراك.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...