قصة باص الثقافة الوطنية (3)
هل يوجد سياسة ثقافية في سورية؟ هذا سؤال مشروع لأي مواطن بعد مرور أكثر من نصف قرن على الاستقلال، وباستطاعة أي شخص أن يقول "نعم" أو يقول "لا" بناء على رؤيته الشخصية، غير أن الموضوعية تقتضي استقصاء تاريخ الثقافة الوطنية قبل الإجابة عليه.. وبناءً عليه أقدمت بالتعاون مع الصديق برهان بخاري قبل سنوات عشر، أيام الشفع والوتر، بتتبع وضع الكتاب المطبوع في سورية (تأليفاً وتحقيقاً وترجمة) منذ بدء الطباعة وحتى آخر معرض للكتاب في مكتبة الأسد الوطنية، أي ما قبل العام 2000 وبعد عمل 4 أشهر نشرت ثلاث حلقات في جريدة تشرين وتمت أرشفتها بدءاً من مكتبة القيادة القطرية وانتهاءً بمكتبة الكونغرس الأمريكي.. وقد صرفنا كل هذا الجهد لكي نتمكن من القول بموضوعية: لا يوجد سياسة ثقافية في سورية.. ولكي يتم تلافي هذا الخلل أيضاً.. واليوم بعد عشرة سنوات توِّجت في نهايتها دمشق عاصمة للثقافة واختتمت بحوار أمجد طعمة مع أمينة الاحتفالية على شاشتنا الوطنية، فماذا قالت بعدما تلى الزميل أمجد عليها أغلب أسئلتنا المحرجة التي طرحناها في الحلقة الثانية من «قصة باص الثقافة الوطنية»؟ لقد أجابت عن النقص بالتمني وعما لم ينجز بما أنجز، وكان لها فضل الاعتراف مرتين: الأولى عندما قالت "أنا ما بفهم الشعر" وعندما قالت أنها لا تفهم بالإنترنيت!؟ وهذا اعتراف من "قائدة ثقافية وطنية" أعطيت صلاحيات لم تعط لأي مسؤول سوري منذ بداية "ثورة آذار" إلى اليوم..
لن أخوض في تفاصيل الحوار الذي امتد على حلقتين مع الدكتورة قصاب حسن لأن الأجوبة العادية المباشرة لا يمكن أن تثير نقداً عميقاً، غير أن مجمل العرض الذي قدمته يوحي بالارتجال الثقافي أكثر مما يدل على سياسة ثقافية لديها طريق وخطة وهدف، مع ملاحظة أنها حكت رأسها قبل إعطاء بعض الإجابات، وحشرج صوتها وشربت ماء بعد سؤال الأستاذ طعمة لها عن الميزانية التي لم تعلن عنها إلى الآن!؟ أخيراً أترك لزملائي تقويم سنة الاحتفالية ونقدها حتى لا أتهم بالتحامل على مدرِّسة ليس بيني وبينها شيء سوى الخلاف على مسألة تسويق وترويج الثقافة الوطنية، وما عدا ذلك فقد كانت علاقتي جيدة بآل قصاب حسن منذ أيام المرحوم الأستاذ نجاة قصاب حسن وصولاً إلى الوزيرة د. نجوة قصاب حسن وعائلتها المحترمة.
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد