قريباً.. اقتران منح رخص الأبنية بتطبيق كود العزل الحراري فيها
في سياق محاولات الحكومة لتأمين السكن الاقتصادي الذي يلبي طلبات المواطنين والحاجة المتزايدة للسكن من قبل شريحة الشباب بشكلها الغالب، ومع ضرورة لحظ الاشتراطات البيئية وإقامة مشروعات بإدارة متكاملة من حيث توفير الطاقة الشمسية والالتزام بتنفيذ كود العزل الحراري، في هذا السياق وحسب مصادر مطلعة سيتم تطبيق كود العزل الحراري للأبنية قريباً في سورية بحيث يصبح شرطاً ملزماً لمنح رخص البناء. وهذا الإجراء سيحافظ على حرارة البناء من الداخل مايحقق وفراً في استهلاك الطاقة على مختلف أشكالها النفطية أو الكهربائية، ويتحقق التصميم الحراري الأمثل في المباني بتوفير الطاقة المستخدمة لأغراض التدفئة والتكييف وتخفيض الضياع الحراري وتخفيض الكلفة التناسبية، وبالتالي فإن الحرارة التي تكتسبها الأبنية من الخارج تبقى منعزلة عن داخلها بحيث لا تتسرب الحرارة الجدارية إلى الداخل بحكم الكود الحراري المزمع تطبيقه قريباً بإشراف وزارة الكهرباء ومن قبل نقابة المهندسين، وبالتالي لن يتم قبول أو منح أي رخصة بناء ما لم تقترن بدراسة تفصيلية عن عزل الحرارة للبناء، وحسب المصادر فإن «تطبيق تضمين رخص البناء شرط كود العزل الحراري سيبدأ تطبيقه في المحافظات خلال الفترة القريبة المقبلة».
الوفر المتوقع جراء إلزام الأبنية بالعزل الحراري سيكون فوق الـ60 % من الطاقة وكلفتها طبعاً، وتشير المعلومات إلى أن الوفر السنوي للبناء المعزول وبحسب الأسعار المحلية للكهرباء والمازوت سيصل إلى أكثر من 140 ألف ليرة سورية للكهرباء وأكثر من 441 ألف ليرة سورية ل. س للمازوت بحسب الأسعار العالمية لها. في حين يحقق العزل وفراً خلال 15 سنة بحسب الأسعار المحلية للكهرباء والمازوت لتكون نسبة الوفر الكلي للبناء المعزول خلال 15 سنة 32% من هاتين الطاقتين.
الدول الأوروبية التي سبقتنا إلى التجربة أصبح استهلاكها للطاقة أقل منّا بكثير بحكم انتهاجها لشرط العزل الحراري في أبنيتها، على الرغم من غياب الشمس عنها معظم أيام السنة بينما بلادنا التي لا تغيب عنها الشمس إلا في أيام قليلة من العام يزداد استهلاكها من الطاقة بشكل كبير على التدفئة سنوياً، ما يجعل الفارق كبيراً ونسبة المقارنة في تباعد مستمر، ولعل الحكومة تسعى إلى التقليل من هذا الفارق الذي لا يتناسب أبداً مع ظهور الشمس في فصول السنة لدينا.
وائل حميدي
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد