فن الاستثمار: سورية الأقل استقطاباً بين الدول المجاورة

ليس صحيحاً- على مايبدو- أن الإعفاءات والامتيازات التي تمنح للمشاريع الاستثمارية, لاتؤثر على تشجيع المستثمرين, وانجذابهم لإقامة استثماراتهم, وإن كانت لاتؤثر في شكل من الأشكال, فإن هذا الشكل, لاينطبق على مجمل المعطيات المتوفرة حالياً.

فلا يزال المستثمرون يواجهون الكثير من المعاناة, التي تحتاج إلى استئصال حقيقي, قبل أن نواجههم بحجب الإعفاءات, وإخضاعهم إلى نظام ضريبي جديد, نحن الذين نعتبره مثالياً, قياساً بالنظام الذي كان, ولكن المستثمرين من الواضح أنهم غير مقتنعين بذلك, ولاسيما أن الأجواء الأخرى غير مريحة أيضاً, كالمتاعب التي يتعرض لها المستثمرون, في إنجاز معاملة البدء بالمشروع, لجهة مايطلب منهم من الوثائق, كبراءات الذمة- مثلاً- التي تحتاج أحياناً إلى أكثر من خمسين توقيعا..!‏

نقول هذا لمخافتنا ألا ننتبه إلى تراجع الاستثمار الأجنبي في سورية, ونقوله حتى نتمكن من رصد حركة الاستثمار بشكل دقيق تشميلاً, وبدءاً بالتنفيذ, أوعزوفاً عن التنفيذ, وإنتاجاً أيضاً.‏

فلا تزال مثل هذه البيانات الدقيقة غائبة فعلياً, وهذا ماحدا بمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) لأن تحذر في تقرير الاستثمار العالمي, على ضرورة أن تؤخذ البيانات حول الاستثمار الأجنبي المباشر في سورية بحذر, لأنه لا يوجد مؤسسة لجمع البيانات من أجل الاستثمار.‏

وفعلاً لاتوجد مؤسسة هكذا, ونعتقد أن إيجاد مثل هذه المؤسسة ليس بالأمر الصعب, ولاندري لماذا الاحجام عن ذلك حتى الآن..?!‏

الأونكتاد أشار في تقريره أيضاً إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر في سورية, قد وصل إلى 600 مليون دولار في عام ,2006 فارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 20% في عام 2006 مقارنة مع 500 مليون دولار في عام ,2005 ليسجل العام الماضي نمواً في الاستثمار الأجنبي المباشر للعام الرابع على التوالي, حيث وصل الاستثمار الأجنبي المباشر حوالى 180 مليون دولار في العام 2003 ثم إلى 275 مليون دولار في العام 2004 وبمعدل 127 مليون دولار خلال الأعوام 1990-.2000‏

غير أن تقرير الأونكتاد, سوف يلاحظ أن هناك تراجعاً في الاستثمار الأجنبي خلال العام ,2007 وهذا أمر قد صار واضحاً وقد تم النشر بشأنه غير مرة.‏

وبالعودة إلى تقرير الاستثمار العالمي لعام ,2007 فإن الأونكتاد يشير إلى أن نجاحات سورية في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة, كانت نجاحات ضعيفة نسبياً, بالمقارنة مع البلدان المجاورة, فلبنان استقطب 2,794 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر الوافد, والأردن 3,121 مليار دولار, ومصر 10 مليارات دولار, وتركيا 20 مليار دولار.‏

نعتقد أن علينا أن نتطلع إلى كيفية عمل هذه الدول وكيفية تعاطيها مع الشأن الاستثماري, ونتخلى قليلاً عن الخصوصية في هذا المجال, التي لن نكون فيها من الفالحين.!‏

علي محمود جديد

المصدر: الثورة