فرنسا تغازل الأكراد في القامشلي
وصل وزيرَ الخارجيّة الفرنسيّ الأسبق، برنارد كوشنير، السبت الماضي إلى مدينةِ القامشلي السوريّة، واجتمع هناك بمسؤولين أكراد.
وكانت وسائلُ إعلامٍ في الأعوام السّابقة قد سلّطت الضوءَ على دورِ كوشنير وصديقه هنري ليفي من أجلِ إعادة إحياء فكرة الفيدراليات والكانتونات.
كوشنير في الأساس هو من مؤسّسي منظمة أطباء بلا حدود، بعض المختصين يتّهمون تلك المنظّمة بأنّها إحدى الأذرع الاستخباراتيّة الغربيّة لا سيّما للمخابرات الأوروبيّة، إذ تتعاونُ كلٌّ من فرنسا وألمانيا في الإشراف عليها وتتّخذ تلك المنظّمة واجهةً لأنشطتها في مناطق التوتّر والنِّزاع بحسب ما يقول خبراء أمنيّون.
زيارةُ كوشنير، المسؤول الفرنسيّ الأسبق، إلى القامشلي أعادت فتحَ باب التساؤلات والتحليلات، فالرجل لم يَعُد في منصبه الرسميّ فما الذي أتى به إلى القامشلي وبأيّة صفةٍ؟ هل مبعوثٌ من قِبَلِ باريس كوسيط؟ على اعتبار أنَّ للرجلِ خبرةً دبلوماسيّةً وسياسيّةً كبيرة؟ ما الذي دارَ خلال لقائه مع المسؤولين الأكراد هناك؟ وهل هناك توافقٌ فرنسيّ ـ أمريكيّ حِيال المسألة استناداً إلى القرارِ الأمريكيّ بدعمِ الأكراد؟
بعضُ المراقبينَ اعتبروا زيارة كوشنير بمثابة غزلٍ فرنسيٍّ تجاه الأكراد الذين باتوا يتمتّعون بجاذبيّةٍ كبيرةٍ بالنسبة للغرب، والأمريكيّون يدعمونهم ويتواجدون في مناطقهم، كذلك الفرنسيّون، فهل ترتبطُ زيارة كوشنير بتمهيدٍ لِمَا قد يَطرحهُ المبعوثُ الخاصّ إلى سورية؟ هل تُعادُ فكرة طرح الفيدراليّة أو الكانتونات القوميّة؟ هذه الفكرةُ يستبعدُها أحدُ المحلّلين، فيقول: هذه الفكرةُ كان يمكن أنْ تتحقّق عندما كانت دمشقُ أضعفَ وتحت تهديدٍ حقيقيّ، والآن الظروفُ تغيّرت، والميدانُ حُسِمَ لصالح النظام في سورية، وحلفاؤه أثبتوا أنّهم إلى جانبه حتّى النهايّة، تبعا لذلك كيف يمكنُ أنْ يقبلَ بفكرةِ الكانتونات الآن وهو قويٌّ وقد كانت ممكنةً عندما كان المشهدُ أكثر خطورةً سابقاً ولم تتحقّق؟!
فيما يرى مراقبونَ أنَّ زيارةَ كوشنير قد تُعتَبرُ بمثابةِ رحلاتٍ استكشافيّة لمناطق الأكراد، لدراسةِ ما يمكن لباريس أنْ تفعلهُ من أجلِ تثبيتِ حضورها في الشرق السوريّ، وسيكونُ ذلك من بوّابةِ الأكراد.
لا سيّما أنَّ كوشنير كان قد انتقلَ قبلَ سنواتٍ من شمال العراق إلى سورية، حيث التقى الشخصيّات التي تمَّ تعيينها في منطقةِ الإدارة الذاتيّة، وما سُمّيَ بـ(المجلس التشريعيّ للقامشلي)، مُدقّقاً في الأوضاعِ الطائفيّة والعرقيّة المتعدِّدة في المدينة، بين العرب والسريان والأكراد، انتهت خطواتُ كوشنير إلى المنطقةِ التي أسماها صالح مسلم، "غربي كردستان"، وأعلن فيها حكومةً ومسؤولين، بعد انسحابِ الجيشِ السوريّ؛ لتحلّ محلّه قوّاتُ الحمايّة الكرديّة، وبالتالي يمكن القول إنَّ ملفَّ أكرادِ سوريّة لدى الفرنسيّين هو في جعبةِ كوشنير حالياً.
RT
إضافة تعليق جديد