عيد الأضحى في سوريا: قذائف واشتباكات
مضت أيام عيد الأضحى في سوريا باهتة، لا شيء يميزها عن غيرها من الأيام السابقة، ما بين جنون القذائف في دمشق والاشتباكات في ريفها، فيما شهدت حلب معارك للسيطرة على السجن المركزي، في وقت برز تطور لافت للنظر في الجنوب تمثل في إعلان مجموعات مسلحة في الجنوب عن سحب الشرعية من «الائتلاف الوطني» المعارض.
على جانب آخر، أعلن الجيش التركي، أمس، أن مدفعيته قصفت الثلاثاء الماضي مواقع مقاتلين «جهاديين»، ردا على سقوط قذيفة هاون على الاراضي التركية، وذلك في اول خطوة تستهدف هذه الفصائل. وأوضحت قيادة الاركان التركية، في بيان، ان «اربع قذائف اطلقت في 15 تشرين الاول على موقع يقع قرب مدينة اعزاز التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، موضحة أن «ذلك القصف كان ردا على سقوط قذيفة هاون لم تنفجر في الأراضي التركية قرب مركز للدرك».
وترد المدفعية التركية منذ سنة على كل قصف يأتي من سوريا، لكن هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش مجموعة إسلامية. وكان الرئيس عبد الله غول أعرب عن قلقه من اقتراب المجموعات «الجهادية» من الحدود التركية.
وفي العاصمة السورية، كانت الشوارع في المدينة وما حولها على موعد مع قذائف الهاون طوال أيام عيد الأضحى، لتسجل في اليومين الماضيين اكثر من 45 قذيفة، توزعت بين أحياء الطلياني ودمر والمالكي، وجرمانا التي تلقت حوالى 10 قذائف. وقد أصيب في عمليات القصف هذه نحو 20 شخصا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس الأول، إن القوات السورية استعادت السيطرة على بلدة البويضة في ريف دمشق. ونقلت عن مصدر عسكري سوري قوله إن «وحدات من جيشنا قضت على آخر تجمعات الإرهابيين في بلدة البويضة في ريف دمشق»، بينما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «القوات السورية، مدعومة بعناصر مسلحة موالية لها، سيطرت على البلدة، فيما تدور الاشتباكات على محاور بلدات حجيرة وتل البحارية في المناطق الجنوبية في دمشق».
وكانت القوات السورية استعادت قبل أسبوع السيطرة على بلدتي الحسينية والذيابية بعد معارك ضارية استمرت نحو أربعة أيام. وتقع البلدتان على مقربة من بلدة السيدة زينب التي تشهد معارك بين القوات السورية والمسلحين.
وأوضح المتحدث باسم «الجيش الحر» محمد أن «الخسارات المتتالية للكتائب هي نتيجة لنقص السلاح والذخيرة، بالإضافة إلى الحصار الخانق واقتحام المناطق بقوات مدربة بشكل كبير في مقابل أعداد من المقاتلين غير قادرين على مواجهة معركة بهذه السرعة والنيران الكثيفة». وأضاف إن «الجيش السوري يطبق الحصار عبر محاور عدّة من جهة حي الميدان وأطراف مخيم اليرموك، وكذلك طريق دمشق درعا وجبال المعضمية، وقد تضاعف الأمر مع السيطرة على الحسينية والذيابية».
أما في حوران والمناطق الجنوبية في سوريا، فقد سحبت مجموعات مسلحة اعترافها بـ«الائتلاف» المعارض، متهمة إياه بالفشل. وبث ناشطون مقطعاً مصوراً يظهر «إعلان 70 تجمعاً عن تشكيل مجلس قيادة الثورة في المنطقة الجنوبية، وسحب الاعتراف من أي هيئة سياسية تدعي تمثيلهم، وفي مقدمتها الائتلاف وقيادته». وهذا هو البيان الثاني من نوعه، بعد إعلان «جبهة النصرة» وكتائب اسلامية أخرى رفضها «التعاطي مع الائتلاف وحكومته الانتقالية».
وفي المقابل، اعلن عدد من التشكيلات المدنية والعسكرية في الداخل عن «تشكيل ائتلاف القوى والأحزاب السياسية في الداخل السوري». ويضم التجمع حوالي 17 تياراً «سياسياً»، مثل «حركة فجر الإسلام» و«حزب الحرية والعدالة» و«الحزب الديموقراطي السوري الحر» و«اتحاد شباب الثورة». وكانت الأوساط المعارضة في الداخل عبرت عن استيائها، في اكثر من مناسبة، من أداء المعارضة السياسية، مطالبة «بإيجاد كيان يمثلهم من قلب الحراك الشعبي» .
وفي حلب، تتضارب الأنباء عن حال السجن المركزي، بعد معلومات عن اقتحام «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» للسجن، فيما تحدث آخرون عن قصف عنيف استهدف محيط المنطقة في محاولة لعرقلة دخول المسلحين.
طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد