عن النمطية الحكومية والداعيات والعلمانيات
سخر العديد من النواب اليوم من تكرار الجمل النمطية المعتادة في العرض الأسبوعي لتقرير الحكومة خالي الدسم .. وكنت قد انتقدت هذه الفقرة في أجندة المجلس منذ إحداثها من حيث أننا نقرأها في الصحافة مسبقا، كما أنها تقول كلاما على العموم، وأنه من الأجدى استغلال الدقائق العشر لتلاوتها في عرض قضايا الناس ومظالمهم، غير أن الرئيس وقتها لم يوافقني الرأي بينما قلب لي السيد الوزير شفتيه ..
من جهة ثانية حضرت السيدة ريمة القادري وزيرة الشؤون الإجتماعية والعمل تحت قبة مجلس الشعب وعرضت عمل وزارتها ووجه لها النواب أسئلتهم وأجابتهم عليها وتجدون تقرير الجلسة على صفحة مجلس الشعب، وقد استوقفني طرح الزميل عارف الطويل لقضية دار الرحمة إذ تساءل عن عدم التوسع في التحقيق بعد ظهور معلومات إضافية عن التربية القاسية داخل دار الرحمة على لسان إحدى نزيلاته، وعن الحكمة من اللباس والمنهاج التقليدي المفروض على الأيتام فيها ( ويقصد الديني دون أن يسميه تحت القبة ).. والواقع أني التزمت الصمت طيلة الأسبوع الماضي وأنا أراقب تداعيات المشكلة ولم أتدخل فيها، غير أن تحشيد قوى ثلاث وزارات: الشؤون الإجتماعية والداخلية والإعلام لدعم مديرة الدار يكشف لنا قوة تغلغل الأخوات الداعيات (القبيسيات سابقا) في الوزارات والمدارس الخاصة والجامعات والجوامع والجمعيات ومجلس الشعب، ومدى تأثيرهن على الساحة الرسمية، فهن يعملن على ملء الفراغ النسوي في ظل إلغاء الإتحاد النسائي وعدم السماح لنساء أحزاب الجبهة بالعمل النسوي المنظم ..
بالطبع يحق للأخوات الداعيات تمثيل التيار الدعوي النسوي من باب أن سورية تتسع للجميع، ولكن هذا يستدعي السماح للسيدات العلمانيات بالعمل النسوي المنظم اهتداء بمقدمة دستور الجمهورية في المساواة بين المواطنات بالحقوق والواجبات..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد