عن المرأة والإستلاب العقائدي
الاستلاب العقائدي هو أن توقن المرأة أنها كائن قاصر، جاهل، ثرثار، عاطفي، لا يستطيع مجابهة أي وضعية بشيء من الجدية و المسؤولية و بالتالي لا تستطيع الاستقلال و بناء كيان ذاتي لها.
الاستلاب العقائدي هو أن تعتقد المرأة أن عالمها هو البيت، و أن الزوج و الأولاد و الأسرة تشكل حدود كيانها.
و الحق أن المرأة لم تصل إلى الاستلاب العقائدي بشكل تلقائي، إنه نتيجة عملية تشريط منظمة و مستمرة، تحيط بها من كل جانب، تقوم بها الأسرة منذ طفولتها من خلال ما تقسم لها من أدوار و ما تحدد لها من وظائف و ما تعطي كيانها من دلالات سالبة أو موجبة.
الاستلاب العقائدي، هو أن تقتنع المرأة بدونيتها تجاه الرجل، و تعتقد جازمة بتفوقه، و بالتالي بسيطرته عليها و تبعيتها له.
الاستلاب العقائدي هو في تنمية إمكانياتها كأم و خادم و طمس كل ما عداها من إمكانيات مهنية إنتاجية
و الاستلاب العقائدي هو في يقين المرأة أن جسدها عورة و بأن هذه العورة يجب أن تستر، من خلال الأب و الأخ، و الزوج و الإبن بعدهما، و أن الشرف بالنسبة إليها هو بالحفاظ على هذه السترة.
و الاستلاب العقائدي هو أن تشعر المرأة أنها تحقق ذاتها و تصل غاية وجودها من خلال الأدوار التي تناط بها، و أنها عبء طالما لم تصبح أما، و إذا كان لكيانها معنى فهو في هذه الصفة تحديدا.
الاستلاب العقائدي هو في النهاية أن تقتنع المرأة في أعماقها أن من واجبها الطاعة للزوج، و الأب قبله، و أن لها عليهما حق الستر و الحماية و الإعالة، و أن طبيعتها تتلخص في جسد يلبس، و قوام يجذب، و رحم ينجب، و لسان يشكو و يتطلب، و يكذب، أيد تطهو و تغسل و تمسح.
من خلال هذا الاستلاب يصل القهر أقصاه، لأن المرأة تعتز عندها بمظاهر قهرها، و تعرف نفسها من خلال استلابها.
و بالتالي هذا الاستلاب يطمس إمكانات الوعي بوضعها و يطمس الرغبة في التغيير، كما يطمس القدرة على التحرير، و بذلك تفتح أبواب استغلال المرأة على مصراعيها.
– مصطفى حجازي ، من كتاب التخلف الإجتماعي
إضافة تعليق جديد