عبد الله- أولمرت: مشاريع مشتركة
بدا رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، في عمان امس، أكثر حساسية تجاه وضع مضيفه، الملك الأردني عبد الله الثاني، مما كان في لقاءاته مع كل من الرئيسين الأميركي جورج بوش والمصري حسني مبارك. وبرغم العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والأردن، أو ربما بسببها، اختار أولمرت أن يتجنب علنا الحديث في عمان عن <خطة الانطواء> لعلمه بأنها تثير قلقا كبيرا لدى القيادة الأردنية التي ترى في الحلول الإسرائيلية الاحادية وصفة سحرية لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
ويرى المعلقون الإسرائيليون أن أولمرت وصل إلى العاصمة الأردنية من دون أوهام تقريبا في كل ما يتصل بخطة الانطواء المختلف حولها. ولذلك سعى للتركيز على مواضع الاتفاق وعبر انتهاج أسلوب الإطراء الذي انتهجه تقريبا مع كل مضيفيه السابقين. ومع ذلك، فإن اللقاء بين أولمرت والملك عبد الله هو مجرد حلقة في سلسلة اللقاءات التي بادر إليها لعرض خطة الانطواء. وتتضمن هذه السلسلة أيضا لقاءات مقررة هذا الأسبوع لأولمرت في بريطانيا وفرنسا، فضلا عن اللقاء المفترض نهاية الشهر أو مطلع الشهر المقبل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
غير أنه وبرغم الامتناع علنا عن البحث في خطة الانطواء، فإن الخطة كانت موضوع الحديث الجوهري بين أولمرت وعبد الله. وليس صدفة أن نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيريز، أعلن قبل وقت قصير من لقاء أولمرت وعبد الله وجوب تنسيق إسرائيل مع الأردن بشأن الخطة. وقال بيريز لصحيفة <يديعوت احرونوت> أنه <ينبغي رؤية ما يفكر فيه الملك وليس أن نتصرف وفق ما نفكر فيه نحن فقط> مشددا على وجوب <استشارة الملك عبد الله قبل أن نبدأ بتنفيذ خطة الانطواء>. وتابع أن <على دولة إسرائيل أن تأخذ بالحسبان حقيقة أن الأردن هو البلد الأقرب إلينا، ليس فقط من الناحية الجغرافية... والدرس الذي ينبغي تعلمه هو أن الشراكة بحاجة دائمة للصيانة، بالقدر الذي تحتاج فيه الشتلة للري>.
وهذه هي الزيارة الأولى لرئيس حكومة إسرائيلي للقصر الملكي في عمان، مذ خلف الملك عبد الله والده في الحكم. وفي بداية اللقاء كان اجتماع على انفراد بين الملك وأولمرت ثم انضم إليهما الوفدان وتناولا الغداء على مأدبة ملكية بحضور شخصيات أردنية.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن اللقاء بين عبد الله وأولمرت اهتم بمواضيع اقتصادية وأمنية مشتركة بين الحكومتين. وبين المواضيع الاقتصادية التي تم بحثها، إقامة مطار مشترك في العقبة كما اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة لتسريع تنفيذ ذلك. تجدر الإشارة إلى أن واحدا من المواضيع التي نوقشت في اللقاء، المشروع الدولي الذي تقدم به بيريز لتطوير غور الأردن عبر إقامة مشاريع اقتصادية مشتركة. ونشر موقع <معاريف> أن اللقاء بحث أيضا في تصفية أبو مصعب الزرقاوي في العراق.
ولم يعقد مؤتمر صحافي مشترك بناء على طلب عبد الله، وتم الاكتفاء بقراءة بيانين منفصلين بعدما أصر الجانب الإسرائيلي على نوع من التغطية الإعلامية للقاء. وقال أولمرت في نهاية اللقاء <لقد وعدت جلالته بأن تسمح إسرائيل بمرور أي مساعدة أردنية للفلسطينيين> مضيفا أنه <تم الاتفاق على تنسيق الخطوات، كما فعلنا في السابق. فالعلاقات بين إسرائيل والأردن حيوية وذات أهمية استراتيجية. وأنا متشجع جدا من التعاون بين الدولتين على طول الحدود المشتركة بيننا، بهدف محاربة الإرهاب والعناصر التي تهدد منطقتنا. إن الأردن يؤدي دورا حاسما في المحافظة على استقرار المنطقة>.
أما عبد الله فقال أن <الأهم هو أننا تحدثنا عن العملية السلمية وسبل تطوير التفاهم الإسرائيلي الفلسطيني. كما تحدثنا حول سبل تطوير العلاقات بين الأردن وإسرائيل وشددنا على موقف حكومتنا القاضي بأن الحل بالاتفاق هو الحل الذي نتطلع إليه، عبر مفاوضات سياسية ووفق خريطة الطريق>.
وشدد الملك على أنه أعرب عن قلق بلاده من تردي الوضع الإنساني للفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وقال أنه فرح لسماع اولمرت وهو يتعهد بالاجتماع مع ابو مازن. واضاف متوجها الى أولمرت أنه ينتظر <شراكة قوية في العملية السلمية، سويا معك>.
حلمي موسى
المصدر:السفير
إضافة تعليق جديد