عائلة تورطت بالقتل عمداً
رفعت أوراق هذه القضية إلى السيد قاضي الاحالة بدرعا، لاتهام المدعى عليهم مهنا وسمير ونوره وغنام ، بجناية القتل عمداً بدافع شريف، ومحاكمتهم لأجل ذلك أمام محكمة الجنايات بدرعا ، التي أحيلوا إليها موقوفين ....
وتتلخص وقائع هذه القضية بأن المدعى عليها نوره ، قد اعترفت بعد الاعلان عن وفاة ابنتها بالمسجد وتغسيلها ، وتكفينها ،ودفنها ، بأنها أقدمت على قتلها غسلاً للعار....
وقد جاء ذلك الاعتراف بعد ورود هاتف إلى مدير الناحية ،بأن الوفاة غيرطبيعية ،وإنما كانت بفعل فاعل ،وبناء على هذا الاعلام ، تم إخراج جثة المتوفاة من القبر ،ونقلها الى المشفى الوطني بدرعا،لتجري عليها الخبرة الثلاثية حيث شوهدت آثار كدمات وسحجات على الوجه واليدين كما شوهد أثر لصعق كهربائي على ظاهر اليد اليسرى وثلم دائري حول العنق وكسر في العظم اللامي ، مايؤكد بأن الفاعل أكثر من شخص ....
هذا وبالتوسع في التحقيقات ،بين تقرير الطبيب الشرعي بأن المغدورة كانت حاملاً في شهرها الثاني، ماحدا بإخواتها ووالدتها على قتلها بدافع الشرف وبتخطيط مسبق بتحريض من شقيقها الأكبر لاطفاء العار حيث سافر الأخير إلى الكويت وفوضهم بعد التحريض بالتنفيذ قائلاً لهم : إنها تستحق «طق رقبة» كون سلوك المغدورة قد خرج عن حدود العفة والشرف ، فصارت تتنقل من رجل لآخر حيث تزوجت بداية من رجل سعودي الجنسية أقامت عنده فترة من الزمن ثم تطلقت منه لتتزوج من آخر أنجبت منه أربعة أولاد بعد زواج دام خمسة عشر عاماً ثم تطلقت منه لتتزوج من رجل آخر عقيم سبق أن تزوج قبلها من خمس نساء على أمل الانجاب ولم يفلح....
وقد لاحظ هذا الزوج تصرفات مشبوهة من زوجته حتى أصبح الأمر لايطاق فأقسم عليها يميناً بالطلاق وأعادها إلى دار أهلها الذين اتفقوا على قتلها بعد أن حبسها شقيقها مهنا في غرفة مستقلة بدار شقيقه الأكبر وبدأت الاجتماعات تعقد بين المدعى عليهم الأشقاء وأبنائهم وحدتهم للبحث عن وسيلة الخلاص ...
وبعد أن خيم الظلام دخل مهنا برفقة والدته إلى الغرفة التي كان قدسجن شقيقته فيها وراح يصفعها ولكمها بعنف وهو يسألها عن غريمهم ....
فأعطته اسمه بعد أن راح يهددها بسكين فأرغمها عندئذ على احتساء أربع حبات منوم كما ذوب بضع حبات أخرى في كأس شراب فينيتو وأرغمها على شربه ليشل حركة مقاومتها أثناء تنفيذ عملية قتلها...
وبغية التمويه وإظهار أن الوفاة ناجمة عن التحسس وليس القتل أرغمها على أكل البيض المسلوق الذي كانت تتحسس كثيراً منذ طفولتها منه ....واتصل بالطبيب الذي حضر ليفحصها عند حدود الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل، وأعطاها الطبيب ابرة مضادة للتحسس ثم غادر المنزل ليتابع المدعى عليهم الأربعة مهمتهم في إزهاق روح ضحيتهم بعد أن ضمنوا شل حركتها بتأثير من الحبوب المنومة التي سبق لشقيقهم مهنا أن أعطاها لها... فأحضروا شريطاً كهربائياً تعاونوا على لفه على معصم يدها اليسرى إلا أنهم ربطوا القطبين على ساعة الكهرباء بشكل خاطئ ماأدى إلى حدوث ماس كهربائي أثناء وصل التيار خرج على أثره لهب فركض المدعى عليه سمير وفصل التيار من العداد ....وأحضروا فانوساً تبين على ضوئه أن الضحية لم تفارق الحياة....
فقرروا قتلها خنقاً بحبل وعقدوا الحبل حول رقبتها وتكررت محاولات الشد ماأدى إلى كسر العظم اللامي حيث سمعوا صوت قرقعة كسر عظام رقبتها ثم أحرقوا الحبل ... في تلك الأثناء اعترفت والدة المغدورة بأنه قد خيل إليها بأن ابنتها لاتزال على قيد الحياة فبادرت إلى إعادة خنقها بلف منديلها حول عنقها ومن ثم شد طرفيه بقوة حتى فارقت تماماً الحياة...
فقامت على إثر ذلك بتغطيتها بحرام وخرجوا جميعاً من الغرفة التي كانت مسرحاً لجريمتهم المشتركة ....
واتفقوا أن يذهب أحدهم إلى المسجد ليعلن عن وفاتها حيث كان الوقت قد قارب على بزوغ الفجر ....
وإذا ما انكشف أمرهم بعد الزمن تعترف أم المغدورة بأنها قد قتلتها لوحدها غسلاً للعار....
غير أن الرياح لم تجر كما تشتهي السفن وورد هاتف من مجهول إلى مدير الناحية كما ذكرنا بداية يعلمه فيه أن الوفاة بفعل فاعل ....
وأكد تقرير الخبرة الثلاثية والطبيب الشرعي ذلك ....
ماأدى إلى صدور القرار 217 في الدعوى 260 عن قاضي التحقيق بازرع الذي تضمن:
رفع أوراق هذه القضية إلى السيد قاضي الاحالة بدرعا لتفريق الأوراق واتهام المدعى عليهم مهنا وسمير ونورة وغنام بجناية القتل عمداً بدافع شريف ومحاكمتهم لأجل ذلك أمام محكمة الجنايات بدرعا وإحالتهم موقوفين ....
والظن على المدعى عليه الحدث عبد الودود بجناية القتل العمد بدافع الشرف ومحاكمته لأجل ذلك أمام محكمة الأحداث الجماعية بدرعا وإحالته موقوفاً ....
واتهام المدعى عليه غضبان شقيق المغدورة الأكبر بجناية التحريض على القتل العمد بدافع الشرف ومحاكمته لأجل ذلك أمام محكمة جنايات درعا....
ومنع محاكمة المدعى عليه أمجد من قبل شقيق المغدورة من جرم التزاني لعدم قيام الدليل .
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد