طلاب في جامعة دمشق يحولون ركام الأبنية والمعادن إلى «إسمنت نانو»

بهدف تشجيع الطلاب على المساهمة في عملية إعادة إعمار بلدهم سورية من جراء الدمار الكبير الذي شهدته في الآونة الأخيرة يتم توجيه أفكار مشاريع طلاب السنوات الأخيرة في الجامعة نحو البحث عن مشاريع وإستراتيجيات تضمن الاستفادة القصوى من مخلفات هذه المحنة العصيبة ولاسيما الجانب العمراني، وهذا ما دفع مجموعة من طلاب السنة الأخيرة في قسم التصميم الميكانيكي في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية إلى البحث عن وسائل وإمكانيات تمكن الاستفادة من جميع أنواع المخلفات واستثمارها في صناعة الاسمنت حيث وجدوا في تقنية النانو التي استطاعوا من خلالها الحصول على إسمنت من خلال دمج شتى أنواع المخلفات من معادن وركام أبنية ونسبة قليلة من «الكلنكر» ما يعرف إسمنت النانو الذي يمتاز بمزايا فريدة جداً ومتفوقة عن الاسمنت التقليدي.
وتناول الطلاب خلال دراستهم الأجهزة والمعدات المستخدمة في صناعة الإسمنت وإيجاز معاملات السيطرة النوعية التي تصف جودة الإسمنت المنتج.
ونظراً لأهمية الفرن الدوار في خط إنتاج الإسمنت جرت دراسة موسعة ومفصلة لتصميمه تتناول أبعاده وسعته الإنتاجية وأهم الأمور المتعلقة به.
كما تناول البحث كيفية إنتاج الاسمنت بهذه الطريقة المتطورة عن طريق عملية «الكبسلة» والتنشيط الميكانيكي وتشكيل إسمنت النانو والخصائص للخرسانة المصنعة باستخدام إسمنت النانو وأهم المزايا التي يتمتع بها هذا الإسمنت، كما تم عرض دراسة ونمذجة حرارية للفرن الدوار وشرح كل التطبيقات التي قام بها الطلاب في بحثهم العلمي.
وأكد الطلاب أن مشروعهم هو دراسة كاملة لخط إنتاج الإسمنت بتقنية النانو والفكرة التي أرادوا توصيلها إلى المجتمع أنه يمكن الاستفادة من كمية الردم في أي مبنى مع كمية صغيرة من الإسمنت وتطبيقها بتقنية النانو لتكون متانته أقوى بأضعاف من الإسمنت العادي وخاصة أن هذا الإسمنت مدة صلاحيته مستدامة وتقنياته وتطبيقاته يتجه إليها العلم في الوقت الحالي وباعتبار صناعة الإسمنت من أكثر الصناعات الملوثة للبيئة لذا تطرق البحث إلى هذا الموضوع لتوضيح مخلفات هذه الصناعة وتأثيرها في مجمل حياتنا حيث بينت الدراسة أن التلوث الذي يمكن أن تحدثه آلات الإسمنت كالغبار يمكن معالجته بمعدات خاصة وإعادة تدوير هذه المواد كي لا تؤثر في البيئة.

رجاء يونس

المصدر: الوطن