صورة إعدام صدام في الصحافة البريطانية

مازالت الطريقة التي أعدم بها صدام حسين تسترعي اهتمامات الصحف البريطانية اليوم الأربعاء التي قالت إنها تعكس الواقع الحقيقي لعراق اليوم، وتحدثت عن اقتراب إعلان بوش عن زيادة القوات في العراق، كما تناولت مزاعم تنطوي على انتهاكات جنسية ارتكبتها قوات حفظ السلام في السودان.

في إطار تعليقها على إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، كتبت صحيفة ذي غارديان افتتاحيتها تقول فيها إن تصريحات جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء البريطاني حول عملية إعدام صدام حسين وما صاحبها من توجيه إهانات له على فيلم مصور، لن تكون بهذه الصراحة لو أن التغطية انحصرت بفيلم رسمي وصامت ومحرر.

ومضت تقول إن الفيلم الثاني الذي عرض الإهانات الموجهة لصدام قبل شنقه لا يعكس الظروف الهمجية لموته وحسب بل الواقع الحقيقي لعراق اليوم، مشيرة إلى أن الحد الفاصل بين العدالة التي حققتها حكومة مسؤولة وذات سيادة، وبين عنف لحشد طائفي، قد تم تجاوزه بشكل واضح.

وقالت إن الطريقة التي أعدم فيها صدام وما عكسته من حقد وضغينة جعلت العملية برمتها أكثر خطورة، سيما أن العدالة تحققت بطريقة همجية وعلى أيدي ملثمين كانوا يسخرون من صدام عبر شعارات شيعية.

وأشارت إلى أن احتمالية قيام مسؤول عراقي كبير بتصوير عملية الإعدام يؤكد الحالة الفاسدة التي تنخر السلطة المركزية في بغداد.

وانتهت إلى أن صور إعدام صدام -شأنها شأن الصور التي تظهر تحطيم تمثال صدام عام 2003 وصور فضيحة سجن أبو غريب- ستحدد الصراع وتدلل على الحالة المأساوية التي بلغه مشروع الاحتلال برمته.

- وفي موضوع ذي صلة قالت صحيفة ذي إندبندنت إن الرئيس الأميركي جورج بوش سيشرع هذا الأسبوع بطرح قضية إرسال مزيد من القوات الأميركية للعراق، وقد وصفت الصحيفة هذه القضية بأنها من أكبر التحديات التي تواجه بوش في ولايته.
ورجحت الصحيفة أن يلقي بوش تصريحات بهذا الشأن الأسبوع المقبل بعد قضائه إجازة العيد والعام الجديد في مزرعته بتكساس في مشاورات حثيثة مع مستشاريه حول خيارات متعددة إزاء العراق.
ولكن الصحيفة رأت أن بوش مهما كان قراره سيواجه صعوبة في تمرير قراره بالكونغرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون والكثير من الجمهوريين المعارضين لنشر المزيد من الجنود الأميركيين في العراق.

وأشارت إلى أن بوش كان حريصا على عدم الكشف عن نواياه، ولكن كل إشارة تدلل على أنه يميل إلى زيادة مؤقتة لعدد الجنود تصل بين عشرين ألف جندي إلى ثلاثين ألف جندي بهدف إحكام القبضة على بغداد.

علمت صحيفة ديلي تلغراف أن عناصر من قوات حفظ السلام في جنوب السودان يواجهون مزاعم باغتصاب وإساءة معاملة أطفال تبلغ أعمارهم 12 عاما.

وقالت الصحيفة إن إساءة المعاملة بدأت قبل عامين عندما توجهت تلك القوات لتقديم المساعدة في إعادة بناء الإقليم بعد 23 عاما من الحرب الأهلية.

ولفتت النظر إلى أن دلائل الاستغلال الجنسي ظهرت في غضون شهرين من وصول القوات إلى تلك المنطقة، مستشهدة بمسودة تقرير أممي داخلي تشرح تلك المشكلة كانت وكالة يونيسيف الأممية قد أعدته في يوليو/تموز 2005.

وأشارت إلى أن الأمم المتحدة لم تعلن عن تلك المشكلة ورفضت التعليق عليها لدى اتصال الصحيفة بمقر الأمم المتحدة، مضيفة أن تلك المزاعم من شأنها أن تشكل حرجا للأمين العام للأمم المتحدة الجديد بان كي مون لا سيما أنها بصدد أن تدفع باتجاه السماح بإطلاق مهمة جديدة لحفظ السلام والمساعدة في إنهاء الأزمة الإنسانية التي تشهدها دارفور.
وتقول الصحيفة إنها تعلم أن الحكومة السودانية التي تعارض انتشار قوات أممية في دارفور، كانت قد جمعت أدلة بهذا الصدد بما فيها أفلام فيديو لقوات أممية من بنغلاديش وهم يرتكبون الفاحشة مع فتيات صغار السن.

المصدر: الجزيرة