صواريخ إس 300 وأسلحة روسية أخرى إلى سورية.. ومبعوث لدي ميستورا بدمشق خلال أيام
عاد الوفد السوري من موسكو مسلحاً بدعم روسي مطلق لجيشه وقيادته ورئيسه، في وقت من المتوقع أن يصل خلال ساعات أو أيام قليلة «مبعوث» من المبعوث الأممي إلى سورية كريستيان دي ميستورا ليقدم نتائج مباحثات الأخير حول مبادرته لتجميد القتال في حلب.
وقال مصدر قريب من دي ميستورا إن المبعوث الأممي انتهى من وضع اللمسات الأخيرة على مبادرته لتجميد القتال داخل مدينة حلب التي تتضمن ثلاث مراحل يمكن من خلالها التوصل إلى مدينة آمنة تتمتع بخدمات الدولة كافة بإشراف أممي.
وكان الوفد السوري برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين قد عاد ظهر أمس من زيارة إلى موسكو وسوتشي استمرت ثلاثة أيام بدلاً من يومين بحث خلالها مع الحليف الإستراتيجي مستقبل الأزمة السورية والحوار السوري الذي تطرحه القيادة الروسية.
وعلمنا من مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الروسية أن «دمشق حصلت خلال زيارتها هذه على دعم روسي مطلق على جميع الصعد بما فيها العسكرية إذ أكد المسؤولون الروس التزامهم التام في دعم دمشق عسكرياً في مواجهة الإرهاب».
وقالت المصادر «إنه وبالإضافة إلى صواريخ إس 300 فإن دمشق ستحصل على سلاح نوعي متطور يستخدم في حرب العصابات ما سيساعدها على القضاء على الإرهابيين» مع الإشارة إلى أن دمشق رفضت التعليق على هذه المعلومات واكتفت بالتأكيد على أن روسيا ملتزمة بكل عقود التسليح مع سورية.
ولفتت المصادر إلى «أن موسكو بدت أكثر من أي وقت مضى مصممة على دعم الشرعية السورية وقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية غير القانونية ما قد يعني أمرين: إما أن الصراع بين موسكو وواشنطن سيشتد أكثر في الأسابيع المقبلة وخاصة أن روسيا باتت تدرك جيداً أنها مستهدفة بشكل أساسي من قبل واشنطن وعواصم غربية لدورها الممانع لأي خرق للقانون الدولي واستهجانها استخدام الإرهاب لتغيير أنظمة كما قال صراحة وزير الخارجية سيرغيه لافروف، وإما أن واشنطن أقرت لموسكو حل الأزمة السورية ما يعني أن الخلاف الأميركي التركي والأميركي السعودي مرشح لمزيد من التوتر، والأيام والأسابيع المقبلة ستكشف عن التوجه الحقيقي للإدارة الأميركية وخاصة بعد المحادثات حول النووي الإيراني التي نجحت لكن دون إعلان رسمي وإرجاء ذلك مدة ستة أشهر».
وتهدف الأفكار التي وضعتها موسكو إلى إطلاق حوار سوري - سوري في العاصمة الروسية لتوحيد صفوف كل السوريين في مواجهة الإرهاب، وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إن دمشق وموسكو وضعتا آلية للتشاور فيما بينهما للوصول إلى رؤية مشتركة تضع جدول أعمال ذلك الحوار الذي سينطلق مما انتهت إليه دمشق في جنيف بضرورة أن تكون أولوية كل السوريين مكافحة الإرهاب.
ووففاً لمصادر متابعة فإن موسكو التي سبق أن استضافت عدداً من المعارضين السوريين وتنسق مع عدد آخر ترى أن الوقت حان ليلتف كل السوريين حول جيشهم الوطني وإنهاء حالات الانقسام لأن ما يستهدف سورية هو حرب استنزاف طويلة ومشروع تقسيمي خدمة لمصالح غربية.
وبحسب ذات المصادر فإن موسكو ترى أن الحوار السوري - السوري سيعزز المصالحات الداخلية ويدعم خطط دي ميستورا ما قد يساعد على توحيد كل السوريين في الحرب على الإرهاب.
من جهتها تعتبر دمشق أن الحوار قد يكون اختباراً أخيراً لـ«سوريّة» المعارضين والكشف إن كانوا مرتهنين في قرارهم للخارج أم لا، كما قد يكشف هذا الحوار حجم التدخل الخارجي في الأزمة وإن كانت تلك الدول تريد فرض رؤيتها على مستقبل سورية أو ترك السوريين يحددون مصيرهم كما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وفي العودة إلى مبادرة دي ميستورا التي حظيت بدعم دمشق وموسكو المشترك، علمنا أن المبادرة تتم على ثلاث مراحل: الأولى فتح معابر بين مختلف أرجاء المدينة بإشراف أممي، والثانية إعادة الخدمات الأساسية للدولة في الأحياء الواقعة تحت سيطرة المسلحين، والثالثة منح عدة خيارات للمجموعات المسلحة.
واتفقت دمشق مع دي ميستورا على منح الإرهابيين خيارين: إما تسليم السلاح والاستفادة من مراسيم العفو القائمة، أو الخروج من المدينة مع أسلحتهم الخفيفة إلى مناطق يتم تحديدها لاحقاً.
وفي تصريحات لقناة «روسيا اليوم» أول من أمس كشف المعلم «أن دمشق ستلتزم تجميد القتال عندما يؤكد دي ميستورا التالي: أولا أن الفصائل الموجودة في مدينة حلب وافقت على التجميد، وثانياً أنها اختارت البقاء في المدينة وتسوية أوضاعها أو اختارت الخروج من المدينة لمحاربة داعش وجبهة النصرة، وثالثاً أنها وافقت على عودة الإدارة المحلية بسلطاتها المتنوعة وعودة قوات حفظ النظام إلى الأحياء التي يسيطرون عليها الآن، ورابعاً تسهيل وصول المساعدات الغذائية عبر الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحلب وتسليم هيئات المجتمع المدني توزيع هذه المساعدات».
ورفضت عواصم الدول التي تدعم وتمول الإرهابيين حتى الآن استقبال المبعوث الأممي في حين أنهى الأخير وضع مبادرته على الورق في بنودها كافة بعد سلسلة مشاورات أجراها في دمشق وعواصم أوروبية.
ووعد دي ميستورا بإرسال معاونه إلى دمشق حاملاً الجواب على الضمانات التي طالبت بها سورية، وليقدم تفاصيل الخطة التي اعتمدها المبعوث الأممي.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد