صمت أوباما: تأييد لإسرائيل؟
رغم وعود »التغيير« التي زرعها الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما في النفوس، يبدو صمته أمام مشهد العدوان الإسرائيلي على غزة أبلغ مؤشر على أن الإدارة الجديدة التي تتولى مهماتها رسمياً في كانون الثاني الحالي، لا تحمل تبديلاً فعلياً في السياسة الخارجية الأميركية.
فأوباما لم يتخذ أي موقف رسمي بعد مما يجري في غزة، مع اقتراب حصيلة الضحايا من ٤٠٠ قتيل، في اليوم الخامس على بدء الغارات الإسرائيلية على القطاع، وذلك فيما استعجل الإدلاء بتصريح مفصّل بعيد الهجمات الإرهابية على مومباي.
وينقسم المراقبون بين من يرى صمت أوباما من قبيل »الحذر«، كالأمين العام لـ»منتدى الفكر العربي« في عمان المحلل السياسي المصري حسن نافعة، وبين من يربطه بمهادنة لجماعات الضغط اليهودية الأميركية التي حذرت من انتخاب أوباما، مثل أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، هلال خشان.
ويذهب عضو »منتدى الصراعات« بول وودوورد، وهي منظمة تهدف إلى تغيير السياسة الغربية تجاه الحركات الإسلامية، إلى التأكيد على أن استمرار أوباما في الصمت »سيكون له تأثير عملي بتقديم تأييد لحرب إسرائيل على غزة«.
وكانت الآمال حول أوباما انتعشت حتى اختياره لهيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، ولراحم عمانوئيل رئيساً لفريق موظفيه، وكلاهما أيدا قرارات كبرى اتخذتها الإدارة السابقة، كالحرب في العراق والسياسة في الشرق الأوسط. واعتبر محللون، وبينهم مصطفى السيد من جامعة القاهرة، أن من يحيط بأوباما يعتبرون أفضل أصدقاء لإسرائيل، وهم بالتالي لا يتجرؤون على النأي بأنفسهم عن مواقف الحكومة الإسرائيلية. وتوقع السيد أن يدور صراع بين مستشاري أوباما هؤلاء، وبين الذين يفكرون بأسلوب مختلف منهم.
ويقول نافعة إن الحكومة الإسرائيلية اختارت هذا التوقيت لمهاجمة »حماس« لأنها ليست واثقة مما إذا كانت ستحصل على دعم أوباما، إذا ما انتظرت حتى توليه منصبه في ٢٠ كانون الثاني الحالي. وقد اتخذت إدارة جورج بوش، التي ما تزال تمارس مهماتها حتى ٢٠ كانون الثاني الحالي، موقفاً مماثلاً لذلك الذي اتخذته حين قامت إسرائيل بالاعتداء على لبنان في العام ٢٠٠٦: تأييد التبريرات الإسرائيلية وعدم الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، على غرار ما فعل السواد الأعظم من الدول الكبرى.
يبقى السؤال حول ما إذا كان عدوان غزة سيترك أثراً على إدارة أوباما. فإذا لم تستطع إسرائيل هزم »حماس«، قد تخرج الحركة أكثر قوة على حساب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة المصرية مجتمعتين، وهما الطرفان العربيان اللذان تعتمد الولايات المتحدة عليهما في معظم سياستها الخاصة بالعلاقات العربية-الإسرائيلية. أما إذا نجحت إسرائيل، فستمهّد الطريق لأوباما ليحيي محادثات مباشرة بين إسرائيل وعباس بشأن اتفاق سلام على أساس دولتين.
»أوباما لن يجبر إسرائيل« على تقديم تنازلات، يقول مدير »مركز الشرق الأوسط« في بيروت التابع لمعهد كارنيغي بول سالم، و»لن يمارس ضغطاً كبيراً على الإسرائيليين«.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد