صعود في أسعار الخضر وزيادة مبيعات المازوت
وضعت الأمطار والثلوج التي تساقطت في الأسبوع قبل الماضي نهاية فعلية لفصل الصيف وبالتالي للخضر والفواكه الصيفية، فكل الخضر الموجودة الآن في الأسواق منتجة في البيوت البلاستيكية كما أثر انقطاع الطرقات بسبب تراكم الثلوج والجليد، وكذلك الرياح الشديدة على الأسعار سلباً فارتفعت أسعار العديد من الخضر بسبب قلة الكميات المنقولة من مناطق الإنتاج إلى الأسواق الكبيرة في دمشق وحلب.
إضافة إلى خروج مئات البيوت البلاستيكية من العملية الإنتاجية بفعل الرياح التي مزقت الغطاء البلاستيكي لها.
الحدث الأبرز الذي تم تسجيله مع بداية الشهر الحالي تمثل بإنجاز إحصاء الثروة الحيوانية خاصة الأغنام إلا أن النتائج الرسمية للتعداد لم تعلن بعد رغم انتهاء عمليات العد منذ 15 يوماً، لكن التقديرات الأولية للتعداد تشير إلى أن النتائج الرسمية ستكون بمثابة الصدمة لكل المهتمين بهذا الشأن خاصة بالنسبة للمؤيدين لتصدير خراف العواس.
فبعض العاملين في وزارة الزراعة التي أنجزت عمليات العد والإحصاء بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء أكدوا أن إجمالي قطيع الأغنام الحالي لا يزيد على 12 مليون رأس في أحسن الأحوال وفقاً لنتائج العد في بعض المحافظات وإذا صحت هذه التنبؤات فهذا يعني أننا كنا نتداول ضعف العدد الحقيقي للثروة الغنمية فكان الرقم المتداول 23 مليون رأس، وكانت قرارات التصدير تتخذ بالاستناد إلى هذا الرقم، حتى إنه في بعض السنوات تم تصدير ثلاثة ملايين رأس.
باختصار: يمكن القول إن قطيع الأغنام تعرض لعمليات تصدير جائرة لا توازي حجم الحاجة السنوية الداخلية ولم تستطع أن تعوض النقص المتواصل في عدد القطيع عمليات التوالد السنوية، إضافة إلى عمليات التهريب إلى خارج الحدود، وأيضاً يمكن أن نذكر ما تعرض له القطيع من ذبح جائر في صيف عام 2008 عندما ارتفع سعر الأعلاف بشكل كبير، حتى إن الذبح طال جزءاً كبيراً من إناث العواس، وأمام هذا الواقع الصعب يفترض أن تصاغ خطط جديدة ترمي لحماية الثروة الغنمية والعمل على تكاثرها من خلال وقف عمليات التصدير لعدة سنوات وأيضاً الشروع بأبحاث علمية في هذا المجال تفضي في النتيجة إلى جعل ولادة أنثى العواس لمرتين في العام أمراً ممكناً. وهنا يمكن أن نشير إلى أن وزير الزراعة الدكتور عادل سفر كان أول المشككين بالرقم الرسمي عن عدد قطيع الأغنام وقال في صيف عام 2008 ما نصه: أنا لا أتوقع أن عدد القطيع 23 مليون رأس بل هو 16 مليون رأس.
اللحوم
وبالوصول إلى أسعار اللحوم نجد أن انخفاضاً طرأ على أسعار اللحوم الحية خلال الأسبوع الماضي بمقدار 25 ليرة للكغ الواحد، لكن أسعار اللحوم المجرومة لم يطرأ عليها أي انخفاض بل على العكس تمسك الباعة بالأسعار العالية وفرضوها على المستهلكين في ظل واقع يتميز بمحدودية الخيارات والبدائل فلحوم البيلا المستوردة لم يعد لها أي وجود في الأسواق منذ سنوات ولحوم الأبقار زادت أسعارها خلال عام بنسبة 45% تقريباً، أما لحوم الجاموس الهندية المستوردة فهي كم تحقق رضا واستحسان كل المستهلكين، علماً أنه يتم بين الفينة والأخرى مصادرة كميات فاسدة من تلك اللحوم، كما أن أسعار اللحوم المجمدة ارتفعت خلال الأسابيع الأخيرة بنسبة 50% فأصبح سعر الكغ الجيد بـ300 ليرة وكان قبل ذلك بـ200 ليرة علماً أن قسماً كبيراً من المطاعم تقدم لزبائنها لحوم الجاموس الهندية المستوردة على أنها لحوم عواس بلدية بعد معالجتها بالخل واللبن والمنكهات وبذلك يصعب على أي خبير كشف عملية الغش التي يتعرض لها المستهلك من حيث المذاق والطعم.. أما بالنسبة للأسعار فإن الكغ المجروم يباع في محلات القصابة بدمشق بين 850 – 950 ليرة.
العقارات
بدأ الخط البياني لتداول العقارات بالهبوط وبشكل خاص الشقق الجاهزة أو التي على الهيكل وفي المقابل حافظت حركة بيع المحلات التجارية والأراضي على ما حققته من تحسن خلال الأشهر السابقة وكذا الأمر بالنسبة لتأجير المحلات التجارية، وفي هذا الإطار يمكن أن نشير إلى العطالة التي أصابت المهن المتعلقة بالعقارات – البناء – التمديدات الصحية والكهربائية – الدهان – الطينة – المنجور الخشبي والألمنيوم والحديد– البلاط – السيراميك.. الخ، فالعديد من العاملين في هذه المهن لا يزيد عدد الأيام التي يعملون فيها خلال الشهر الواحد على سبعة أيام في أحسن الأحوال، وفي هذا الإطار يمكن أن نشير إلى النشاط الكبير الذي حدث في الطلب على عمال عزل الأسطحة والصرف الصحي بعد موجة الأمطار والثلوج الأخيرة والتي كشفت عيوب تنفيذ الأبنية خاصة الأسطحة وأدت بدورها إلى تحول الكثير من المنازل إلى مستنقعات.
خسائر
أيضاً أدت العاصفة المطرية والثلجية خلال الأسبوع قبل الماضي إلى حدوث خسائر كبيرة في قطاع الكهرباء تمثلت بمد شبكات جديدة بدل التي قطعتها أغصان الأشجار والرياح واحتراق وتدمير الأبراج ومراكز التحويل لكون معظم الشبكات هوائية وأضرارها كبيرة في مثل هذه الحالات، ولو كانت أرضية لكانت الأضرار محدودة، وقدر بعض العاملين في الكهرباء أن الخسائر بعشرات ملايين الليرات.
زيادة المبيعات
تم تسجيل ارتفاع كبير في حركة مبيع المازوت لأغراض التدفئة وكذلك الغاز بسبب تدني درجات الحرارة والبداية الفعلية لفصل الشتاء.
الألبسة
ارتفعت نسبة مبيع الألبسة الشتوية خلال الأسبوعين الماضيين من معاطف وكنزات وكل الموديلات فقد ركنت الألبسة الصيفية بشكل نهائي في الأدراج، والتي استمر ارتداؤها حتى بدايات كانون الحالي. أخيراً لابد من الإشارة إلى العجز الحقيقي في القوة الشرائية للمستهلكين والذي أثر سلباً على حركة تداول كل المواد والسلع بشكل عام بفعل الغلاء وانخفاض المداخيل خاصة لأصحاب المهن والأعمال الحرة، وهنا يمكن أن يشار مجدداً إلى الدراسة التي أنجزها المكتب المركزي للإحصاء والتي أكدت أن متوسط إنفاق الأسرة السورية 30 ألف ليرة شهرياً. وبالوصول إلى أسعار الذهب فقد بيع الغرام يوم أمس في السوق السورية بـ1805 ليرات وبلغ سعر الأونصة 1377 دولاراً أما عيار 18 فكان سعره 1547 ليرة وعيار 24 فبلغ سعر الغرام 2050 ليرة وصرف الدولار بـ46.50 واليورو بـ61.50ليرة.
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد