صحافي أميركي يتهم إدارة بوش بتزوير وثيقة عراقية لتبرير الحرب

انضمّ البيت الأبيض، أمس، إلى حملة إدانة عنيفة من كبار المسؤولين السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية، ضد كتاب جديد للصحافي المخضرم رون سوسكيند، اتهم فيه البيت الأبيض بتزوير وثيقة للربط بين النظام العراقي السابق وهجمات »١١ أيلول«، بهدف تبرير غزو العراق.
وكانت إدانة البيت الأبيض عاصفة، حيث وصف مسؤولون فيه الكتاب بأنه »بالوعة الصحافة«، بحسب صحيفة »واشنطن بوست« الأميركية، فيما اعتبر نائب المتحدث باسمه توني فراتو أن »أي إشارة الى أن البيت الأبيض أمر بتزوير وثيقة.. أمر سخيف«.
وكان سوسكيند، الحائز على جائزة »بوليتزر« للصحافة الأميركية، كتب في مؤلفه الجديد »طريقة العالم«، أن البيت الأبيض استحصل، بعيد الغزو، على وثيقة مزورة من رئيس الاستخبارات العراقية السابق طاهر جليل حبوش، تظهر ارتباط حكومة الرئيس الراحل صدام حسين بمحمد عطا، العقل المدبر لهجمات »١١ أيلول«. وكان المسؤولون في الإدارة الأميركية، وخاصة نائب الرئيس ديك تشيني، يصرون علناً آنذاك على وجود مثل هذا الرابط، من دون أن تتمكن أي من وكــالات الاستخبارات الأميركية إثبات هذا الزعم.
وأضاف كتاب سوسكيند أن الاستخبارات الاميركية التي عقدت، مع نظيرتها البريطانية، سلسلة اجتماعات مع حبوش قبيل الغزو، أخفت إثباتات قدمها لها حبوش على ان العراق لا يملك أي مخزون من الأسلحة النووية أو البيولوجية، من أجل السير قدماً بعملية الغزو. أضاف سوسكيند، الذي سبق له نشر كتابين ينتقدان سياسات إدارة الرئيس جورج بوش، أنه بعد الغزو، تم تقديم مبلغ خمسة ملايين دولار لحبوش، باعتبار أنه خدم كمخبر للاستخبارات المركزية، وانتقل للإقامة في الأردن.
واستناداً لكتاب سوسكيند، أمر البيت الابيض، في أيلول العام ،٢٠٠٣ مدير وكالة الاستخبارات المركزية آنذاك جورج تينيت، بـ»تدبير« وثيقة تحمل توقيع حبوش، ويعود تاريخها إلى تموز ،٢٠٠١ وتفيد بأن عطا تدرّب في العراق قبل تنفيذ مهمته. أضاف الكتاب أن حبوش وافق على توقيع الرسالة، التي تم تسريبها إلى صحافي بريطاني في كانون الأول .٢٠٠٣
وفي وقت لاحق، اعترف تينيت بالاتصالات التي جرت قبل غزو العراق مع حبوش، لكنه نفى أي واقعة تزوير، وأي إخفاء للاستخبارات الأميركية أو البيت الأبيض لإثباتات تدحض وجود أسلحة دمار شامل، قائلاً »لم أتلقَّ أبدا أمرا من هذا النوع من البيت الأبيض، ولا احد في الـ»سي أي ايه« شارك يوما في مثل هذا النشاط على حد علمي«. واعتبر أن مصادر سوسكيند »ملتوية وغير مقنعة إطلاقاً«.

المصدر: وكالات