شركة إعلان تحتال على محترفي ورق «الشَدّة» من الحلبيين
في سابقة هي الأولى من نوعها في سورية، أثارت دعاية لإحدى شركات الإعلان والتسويق لغطاً كبيراً في حلب إثر إطلاقها البطولة الأولى لمحترفي لعب «التركس»، وهي نوع من ألعاب ورق اللعب (الشَدّة)، وبرعاية رسمية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، الأمر الذي اعتبرته جهات رسمية احتيالاً بلغت حصيلته الأولية مليون ليرة سورية.
ورأى ربيع تامر مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في حلب أن خبر تنظيم مثل هذه الدورة «حديث كذب ومجرد احتيال ونصب وليس لنا علاقة برعايته حيث لم يردنا أي كتاب خطي بخصوص ذلك والمنظمون لمّوا مليون ليرة (من ألف مشترك قيمة اشتراكه 1000 ليرة) في حصيلة أولية في طريقها إلى الازدياد».
وأوضح محافظ حلب علي منصورة أن لا علم له بقرار الوزارة رعاية مثل هذه التظاهرة الغريبة: «شخصياً ليس لدي أي فكرة من قريب ولا من بعيد ولم نتلق أي طلب من الوزارة بخصوص الرعاية، كما يدعي المنظمون بأن المحافظة سترعى مثل هذه البطولة، وإذا لم يقدموا إثباتاتهم فسنحيلهم على الأمن الجنائي والقضاء بدعوى الاحتيال والادعاء برعايتنا للبطولة».
وبحسب الإعلان، سيقود التصفيات، التي عدّها بعضهم رياضة فكرية وأدبية، حكام محترفون بمراقبة الكاميرات منعاً للغش وستعتمد البطاقات الصفراء للتنبيه والتحذير والحمراء لإخراج المتبارين من البطولة التي سيتأهل فيها أربعة لاعبين (كل فريق لاعبان) على أن تمنح ثلاثة جوائز قيمة الأولى 100 ألف ليرة والثانية 50 ألف ليرة على حين يتقاضى فائزو الدرجة الثالثة 25 ألف ليرة ويصرف 10 بالمئة من ريع المباريات لجمعية الفنون الشعبية.
ولم يسبق لمحافظة حلب أو غيرها من المحافظات السورية أن رعت نشاطات ترفيهية واستهلاكية لا تبرز النواحي التاريخية والحضارية والعلمية للمتبارين إلا أن الإعلان عن تنظيم مثل هذه البطولة استقطب شرائح كثيرة من المجتمع يجدون في ورق اللعب متنفساً لهم وخصوصاً مع استفحال الأزمة الاقتصادية وازدياد معدلات البطالة وستجتذب فئة المراهقين والشباب، خصوصاً في الأحياء الشعبية، ما لم يوضع حد لها أو يماط اللثام عن ماهيتها ورعايتها الحقيقية.
خالد زنكلو
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد