شارع المتنبي في بغداد يستعيد حياته الثقافية
عادت الحياة إلى شارع المتنبي في بغداد بعد قرار الحكومة العراقية رفع الحظر عن حركة السيارات يوم الجمعة.
وشهد الشارع حفل افتتاح تمثل بمزاد لبيع الكتب حضره مثقفون وأصحاب مكتبات وعشرات من باعة الرصيف الذين يقيمون مزادات الكتب في الهواء الطلق كل جمعة.
المزاد عبر عن روح الشارع الذي يختص ببيع الكتب منذ قرون حيث يتم "بيع وشراء الكتب والمخطوطات النادرة إضافة إلى مؤلفات أبرز الكتاب من عرب وأجانب "، حسب ما أفاده أحمد موسى أحد باعة الرصيف.
الانطلاقة هذه أبهجت المعنيين من المثقفين والباعة ورواد الشارع الذين قدموا مجهودات شخصية بغية عودة شارعهم، ويقول ميثاق العاني صاحب مكتبة نجت من التفجيرات إن "الإصلاحات التي جرت في الشارع نفذها أصحاب المحال التجارية ومتبرعون من عشاق الثقافة، وقد اقتصرت على إعادة ترميم عدد من المحال والمكتبات ورفع الأنقاض وبقية آثار التدمير الذي خلفه التفجير الإرهابي الدموي الذي استهدف رمزا مهما من رموز ثقافتنا”.
عودة الشارع اعتبرها بعض المثقفين تعبيرا عن رغبة العراقيين في الحفاظ على هويتهم، حيث يقول الشاعر نعمان آل فتله إن "شارع المتنبي أو شارع الوراقين العباسي حمل لأجيالنا هذه شهادات عن عمق وقدم ثقافتنا ورسوخها وانتمائها إلى تلك المدرسة الفقهية والأدبية التي تربى وسطها خيرة كتاب وشعراء وعباقرة الأدب العربي".
وعبر الشاعر فتله عن غبطته بالعودة وأضاف "هذا الشارع عاد والحمد لله إلى سابق عهده ولو بخطى وئيدة.. ولكنه عاد وهذه هي أول جمعة يلتئم فيها شمل البعض منا في هذا الشارع".
من ناحية أخرى اعتبر الصحفي عمار عبد الهادي عودة الشارع إلى مزاولة نشاطه الثقافي "منقوصة" حسب تعبيره خصوصا بسبب غياب بعض معالم الشارع: "ليس هناك أثر لمكتبة النهضة أو لمكتبة الحاج قاسم الرجب".
وعبر عن افتقاد الأجواء التي تميز بها الشارع: "ليس هناك من أثر لمقهى الشاهبندر حيث كان خصام المثقفين ومناقشاتهم المدوية يرن مع رنين استكان الشاي ويدوي وسط ضجيجهم.. المثقفون الذين يعتبرون التسكع في شارع المتنبي وتناول الشاي يوم الجمعة من الطقوس الإلزامية لديهم".
ومن جهته يرى نصير بائع كتب الأدب الروسي أن إعادة افتتاح الشارع هي بمثابة "عودة الرزق إلى مئات العوائل التي تحول معيلوها إلى عاطلين بعد التفجير الذي أوقف الحياة في الشارع وما أعقبه من قرار حظر تجوال السيارات مما حد من قدوم الزبائن إلى السوق".
وأبدى نصير قلقه حيال "تعذر سفر المئات من الكتاب والمثقفين من سكان محافظات ومدن غرب العراق إلى بغداد وكذلك ممن يسكنون مناطق ساخنة داخل بغداد".
يشار إلى أن شارع المتنبي يقع وسط العاصمة العراقية بغداد قرب منطقة الميدان وشارع الرشيد.
ويعتبر شريانا ثقافيا حيث تزدهر فيه تجارة الكتب بمختلف أنواعها. وكان الشارع قد تعرض لتفجير في مارس/آذار الماضي دمر مكتباته ومقاهيه وأودى بحياة بعض رواده كما جرح آخرين.
فاضل مشعل
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد