سياسات زراعية جديدة للأمن الغذائي
كشف مستشار وزير الزراعة عرفان علوش التوجهات الجديدة للسياسات الزراعية في سورية مؤكداً بأن الإنسان هو غاية التنمية الشاملة والتنمية الزراعية التي تقع مسؤولية تحقيقها على الحكومة بكافة قطاعاتها وليس فقط على وزارة الزراعة.
وأشار علوش إلى أن وزارة الزراعة اقترحت سياسات جديدة مبيناً أهم المستجدات التي دعت إلى اقتراح هذه السياسات والتي تتجلى بتبني التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة وتحقيق الأمن الغذائي وتأمين السلع الضرورية واتباع النهج التشاركي بين الدولة والمنتجين والمستهلكين وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة بين الفعاليات الاقتصادية, بالإضافة إلى متطلبات تحرير السوق الذي سيؤدي إلى المنافسة ويتطلب تدخل الدولة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ومنع الاحتكار والحد من الآثار السلبية التي قد تنتج عن ذلك.
وأوضح علوش مؤشرات الواقع الزراعي حيث بدأت الحكومة تتجه نحو التخطيط التأشيري وبشكل تدريجي منذ الخطة الخمسية السادسة, وأن ذلك انعكس على الخطط السنوية التي تميزت باعتماد النهج التشاركي بشكل عام وحافظت السياسات الزراعية على دور الدولة في الإشراف على توزيع الموارد مع إفساح المجال للفعاليات الخاصة للمساهمة في الإنتاج والتسويق.
وبين علوش أهم التحديات التي تواجه تحقيق التنمية الزراعية في سورية بشكل عام مشيراً إلى حدوث العديد من التغيرات في الاقتصاد العالمي مثل العولمة وتحرير التجارة وظهور التكتلات الاقتصادية العالمية الجديدة والاتفاقيات التجارية الثنائية والمتعددة بالإضافة إلى ارتفاع مستوى المنافسة بسبب دعم المنتجات الزراعية في الدول المنتجة الكبرى موضحاً أن السعر العالمي لهذه المنتجات هو سعر غير حقيقي لا يستند إلى التكلفة الفعلية, وهو متأثر بشكل واضح بمقدار الدعم الذي تقدمه الدول وخاصة المتقدمة منها للإنتاج الزراعي فيها, هذا على الصعيد الدولي أما على الصعيد المحلي, فالمعوقات والتحديات كثيرة منها تعدد الجهات ذات العلاقة بالقطاع الزراعي والنمو السكاني المرتفع ونقص فرص العمالة الزراعية, إذ يبلغ معدل النمو السنوي بحدود 2,45 % أي بزيادة 375 ألفا سنوياً حسب إحصائيات 2003 ومن بين الصعوبات محدودية الموارد الزراعية الطبيعية الرئيسية وخاصة المياه والأراضي وزيادة تفتت الحيازات الزراعية بسبب نظام الإرث إضافة إلى المعوقات التمويلية وضعف الموارد المالية لتنفيذ المشروعات التنموية وضعف الاستثمارات الزراعية نتيجة توجه المستثمرين إلى القطاعات التي تحقق لهم عوائد أفضل, حيث إن المشروعات الزراعية تتصف بطول فترة استرداد رأس المال من جهة والمغامرة من جهة أخرى.
وفاء فرج
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد