سوبر وزير

ماهو خير بالنسبة للنسر شر بالنسبة للأرنب: هذا مايقوله هيغل في مقدمة كتابه "أصل الأخلاق وفصلها"، تذكرت هذه المقولة اليوم أثناء الجدل بين وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك والسادة النواب تحت قبة مجلس الشعب، حيث استعرض 47 نائبا مظالم الناس وأوجاعهم بدءا بارتفاع أسعار المواد الإستهلاكية والنقصان في وزن ربطة الخبز وغش اللحوم والبنزين ودوريات التموين الفاسدة وآلية قمع المخالفات غير المجدية منذ سنوات وصولا إلى طلب حذف جملة حماية المستهلك من اسم الوزارة كون الجمعيات الأهلية هي من يجب أن يمثل مصالح المستهلك، مع اتهام صريح للمؤسسة السورية للتجارة والتسويق، التي تفخر بها الوزارة كسلاح وحيد لمعالجة مشاكل السوق، بأنها باتت مؤسسة للتجار وليست للتجارة، إذ أنها تخدم مصالح التجار أكثر من المواطنين، بينما وجد النائب نضال حميدي الأعذار لفشل الوزارة بسبب الحرب الكونية على سورية وكرر جملة الضرب بيد من حديد على أيدي التجار التي يكررها الإعلام الحكومي بلا جدوى، بينما امتدح النائب ماهر الموقع إجراءات الوزارة وإنجازاتها ورد على منتقدي سياستها ودخل في خطاب إنشائي حول تلاحم القيادة والشعب وأطال حتى قاطعه الرئيس مطالبا: أدخل في الموضوع وقدم سؤالك ..ولم يكن هناك سؤال !؟
شخصيا لم أنتقد طبيب الأسنان الدكتور عاطف النداف وزير التجارة الداخلية رغم ضعف وزارته في حماية الناس، وذلك بناء على تجارب سنوات سابقة انتقدناه فيها محافظا لثلاث محافظات رقّي بعدها إلى وزير للتعليم العالي، وانتقدنا سياسته في وزارة التعليم فصار وزيرا للتجارة، حتى بت أخشى انتقاد سياسته اليوم فيغدو رئيسا للوزارة.. تحية للسوبر وزير الدكتور عاطف النداف الحائز على ثقة السلطات أبد الدهر.. ولكن ماهو سر التركيبة : يتساءل طامحون ووزراء سابقون ..

نبيل صالح