سـاركـوزي فــي بغــداد تمهيداً لعودة الشركات الفرنسية

11-02-2009

سـاركـوزي فــي بغــداد تمهيداً لعودة الشركات الفرنسية

أعطى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال زيارة مفاجئة إلى بغداد أمس، هي الأولى لرئيس فرنسي إلى العراق والأولى لرئيس أوروبي منذ الغزو الأميركي في العام 2003، الضوء الأخضر للشركات الفرنسية للاستثمار في العراق مؤكدا استعداد بلاده لدعم بغداد عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا.
ويبدو أن ساركوزي يحاول الحصول على قطعة من كعكة إعادة اعمار العراق، بعد تزايد الحديث في واشنطن عن سحب قوات الاحتلال المقاتلة بشكل أسرع مما تنص عليه «المعاهدة الإستراتيجية» بين بغداد وواشنطن، في نهاية العام .2011
وأعلنت قوات الاحتلال الأميركي، في بيان أمس الأول، مقتل 4 جنود أميركيين ومترجم، في هجوم، هو الأعنف منذ أيار الماضي، شنه انتحاري بسيارة في الموصل أمس الأول. وأصيب عراقيان في انفجار عبوة قرب السفارة الفرنسية في بغداد قبل ساعات من وصول ساركوزي. وقتل حارس حدود عراقي وأصيب أربعة، أمس الأول، في انفجار عبوة في منطقة خانقين. وأعلن القائد العسكري الاميركي الجديد في بغداد الجنرال دانيل بولغر ان الاحتلال ينوي تسليم الشرطة العراقية مسؤولية الامن في العاصمة بحلول حزيران المقبل.
وقال ساركوزي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المالكي في بغداد، «إن مجيئي هنا، هو للقول للشركات الفرنسية إن الوقت مناسب (الآن). تعالوا استثمروا في العراق»، موضحا أن مسؤولين فرنسيين سيقومون بزيارة العراق خلال الصيف المقبل مع وفد من رجال الأعمال.
واعتبر المالكي، من جهته، أن الشركات الفرنسية لن تواجه مصاعب بسبب رفض باريس الانضمام إلى الغزو، مضيفا أن مجالات التعاون التي ناقشها مع ساركوزي «كانت كبيرة وواسعة ولم تنحصر في زاوية معينة، وإنما هي مفتوحة على كل الأبواب التي من الممكن أن تشترك بها فرنسا بشركاتها وخبرتها».
وردا على تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن أن واشنطن ستكون «أكثر تشددا في حض الحكومة العراقية على إقرار الإصلاحات السياسية، قال المالكي «اعتقد أن الحديث عن الضغوط كلام قد فات أوانه وهذه التصريحات انتهى وقتها والحكومة العراقية تعرف مسؤولياتها». وأضاف «إذا كانت هناك مطالب لإصلاحات سياسية، فهذه مسؤولية الحكومة والبرلمان والسياسيين العراقيين». وتابع إن «المصالحة الوطنية نجحت واستطعنا بفضلها القضاء على الفتنة الطائفية وجعل السلاح بيد الدولة».
ويأتي كلام المالكي، بعد يوم من فشل مجلس النواب العراقي مجددا في انتخاب رئيس له خلفا لمحمود المشهداني ، واجل الامر إلى 18 شباط الحالي.
وكان ساركوزي شدد، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس جلال الطالباني، على دعمه للعراق. وقال «يسعدني أن أكون بجانبكم اليوم، هذه المرة الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين التي يزور فيها رئيس فرنسي العراق، وأول زيارة لرئيس دولة أوروبية منذ العام 2003».
وأضاف ساركوزي، الذي يرافقه وزير خارجيته برنار كوشنير في جولته التي تشمل سلطنة عمان والبحرين والكويت، أن «فرنسا تؤمن بوحدة العراق والعالم بحاجة إلى عراق موحد قوي وذي سيادة».
وأضاف ساركوزي، «نرغب في التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة وإعادة البناء وتأهيل النخب العراقية وبالإمكان مساعدة قوات الشرطة والأمن وتأهيل الجيش العراقي، والمساعدة كذلك على الصعيد الدبلوماسي لاستعادة العراق مكانته الدولية». واعتبر أن «فرنسا تراهن على المستقبل، ولا تنظر إلى الماضي الذي كان مؤلما لكل العراقيين». وأعلن عن بناء مقر جديد للسفارة الفرنسية، بالإضافة إلى قنصلية في اربيل وأخرى في البصرة من اجل «مساعدة الشركات للمجيء للاستثمار».
إلى ذلك، التقى مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني والمرجع آية الله السيد محمد سعيد الحكيم والسيد محمد بحر العلوم في النجف. وكان التقى أمس الأول الطالباني والمالكي، واعتبر أن انتخابات مجالس المحافظات «إنجاز مهم للعراقيين».
وفي ما قد ينذر بمواجهة بين الأكراد وحكومة المالكي، أصدرت وزارة الداخلية العراقية، أمس الأول، تعليمات بالقبض على الأجانب الداخلين إلى العراق عبر منفذ إقليــم كردستان شمالي العراق من دون الحــصول على سمة دخول رسمية من حكومة بغداد.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...