زوجات سوريات ينقلبن على أزواجهن في أوروبا
تشكو العديد من الأسر السورية التي وصلت إلى أوروبا، من تغيرات كبيرة حدثت في حياتهم الشخصية، متمثلة بانقلاب زوجاتهم عليهم، أو بتغير تعاملهن معهم، مستفيدات من القوانين الأوروبية التي تعطي حقوقاً للمرأة أكثر من الرجل، وتمنحها الأفضلية في إدراة شؤون الأسرة والتحكم بالدخل المادي الذي تمنحه هذه الدول للأسرة. فالشامية لم تعد تقول لزوجها “ابن عمي”، والحورانية التي كانت تقاسم زوجها كل هموم الحياة، أصبحت في أوروبا تشتم أهله وأهل أهله، أما الحلبية، فقد طلقت زوجها وتزوجت غيره.. وهكذا.. إلخ. باختصار، هناك قصص كثيرة عن تشتت أسر سورية بعد وصولها إلى أوروبا.. وبعض تفاصيل هذه القصص قاسية ومخجلة ومؤسفة، وتشير إلى أنه على الرغم من كل المآسي التي تمر على البلد، فهي لم تشفع لهذه الأسر أن تلملم جراحها وتبدأ حياتها من جديد.. بل سرعان ما طفت مشاكلها السابقة على السطح، وحاولت الكثير من النساء، ممن كن يشكين ظلماً ما في حياتهن، للأخذ بالثأر فوراً وبطريقة مدمرة.. فـ أحمد، الموجود في الأردن، والذي اضطرته الظروف لإرسال زوجته إلى السويد، دافعاً “دم قلبه”، من أجل أن تقوم هناك بإجراءات لم الشمل له، فؤجئ بها تخبر السلطات السويدية أنها مطلقة.. وعندما استطاع الوصول بطريقة غير شرعية إلى السويد بعد عدة أشهر، رفضت زوجته استقباله ثم بلغت البوليس أنه يريد الاعتداء عليها وعلى أطفالها، الذين هم أولاده أيضاً..!! أما علي، فلم يمض على وجوده في هولندا وأسرته سوى بضعة أشهر، عندما فوجئ بالسلطات الهولندية تخبره بطلب زوجته للطلاق.. أما بسام الموجود في فرنسا، فقد قامت زوجته من وراء ظهره بالحجز على الراتب مهددة إياه بطلب الطلاق في حال اعتراضه.. بالإضافة إلى الكثير من القصص المخجلة، عن صراعات وخلافات زوجية على الراتب واتهامات بالتخوين، وكلام طالع نازل، أقله أن تقول الزوجة لزوجها: “لم يعد لك سلطة علي لأنك لست من تصرف علي”..!!، فهل كانت الزوجة السورية صابرة ومحتسبة فقط لأن زوجها هو من كان يصرف عليها..؟!، أم أن هناك أسباب أخرى..؟ تعالوا نتعرف على رأي أصحاب الاختصاص.. تقول الأكاديمية السورية المختصة في شؤون التربية، الدكتورة “زرياف، م”: “بكل بساطة نحن كنا في مجتمع المرأة، عاملة ولها راتبها مثل الزوج لكن الأغلب ليس لديهن استقلال مادي والسلطة المادية تابعة للزوج أو الأسرة، أي لا يوجد وضوح في الحقوق والواجبات المادية، وبالتالي حتى لو كانت موظفة كانت تابعة لسلطة الزوج المادية، وتابعة روحياً للأسرة، وبالتالي إحساس بالانتهاك إلى حد ما.. وإذا اشترت قطعة ذهب فمما توفره خارج الراتب”. وتضيف: “أيضاً، الزوج في بلادنا غير قادر مادياً على أن يقوم بكافة الأعباء المادية، لذلك هو يعتمد بصورة مادية على راتب الزوجة، ويرهن تعبها وراتبها للأسرة، لذلك عندما أتت المرأة السورية إلى أوروبا، وجدت مخصصاتها المادية مستقلة، بالإضافة إلى أنه يوجد وفرة إلى حد ما، كون الواجبات والأعباء تقوم بها الدولة، وهنا بدأت العودة إلى التفرد بسلطة المال، هذا لك وهذا لي.. وفي بعض الحالات تطور الأمر إلى محاكمة علنية أمام القضاء”. وتتابع الدكتورة زرياف: “من وجهة نظري، الأب والأم اللذان قررا أن يحتكما للسلطة والشرطة خارج مؤسسة الأسرة، لا وضوح لديهم بالرؤية نحو الأعباء المادية والانفعالية والإنسانية تجاه وجودهما مع بعض، كزوج وزوجة، وكأب وأم تجاه الأولاد، الشرخ هنا مشكلة لأنه سيفكك رابط الأسرة”. وترى المختصة الاجتماعية أن الروابط الأسرية للسوريين في أوروبا مهددة، نظراً “لخطأ فهمنا للحقوق والواجبات، ولأننا بالأساس لا نمتلك ثقافة الحقوق والواجبات بوضوح”. مشيرة إلى أنها ليست مع تدخل السلطة الخارجية داخل سلطة الأسرة لأنها سوف تعني النهاية لمؤسسة الأسرة.
مرآة العرب
إضافة تعليق جديد