ريتشارد بيرل يستثمر نفط كردستان وكازاخستان
ذكرت صحيفة »وول ستريت جورنال«، أمس، أن المستشار السابق لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ريتشارد بيرل، وأحد مهندسي غزو العراق، يستكشف إمكان القيام بأعمال في قطاع النفط في كردستان في شمالي العراق وكازاخستان، برغم انه نفى هذا الأمر.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص على معرفة بالموضوع ووثائق توضح إمكانية وجود مثل هذه الصفقات، أن بيرل، احد أعضاء مجموعة الخبراء التي ضغطت قبل حوالى ١٠ سنوات من اجل الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، كان يبحث إمكان عقد صفقة نفطية مع مسؤولين في »حكومة« إقليم كردستان شمالي العراق، بينهم مندوبها في واشنطن.
وتشير الوثائق إلى أن الصفقة تتمحور حول منطقة تدعى »ك ١٨« قرب اربيل، وتوضح أن »كونسورتيوم« يدعى »مجموعة ايه كي الدولية« تقوده شركة تركية يحاول الحصول على حقوق الحفر هناك، ومن الداعمين المحتملين له شركات تركية وكازاخستانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المديرة التنفيذية للمجموعة هي ايدان غودال اوغلو، وهي مثل بيرل، مرتبطة بالمجلس التركي ـ الأميركي، وهو مجموعة ضغط في واشنطن.
ونقلت الصحيفة عن فيليس كامينسكي، التي أشارت إلى أنها الوسيط الأميركي لاوغلو، قولها إنها على دراية بخطة الحفر، إلا أنها رفضت الإجابة عن الأسئلة، وحولتها إلى بيرل. وقالت »ريتشارد قد يعرف الكثير... انه مشترك بالامر، أنا اعرف ذلك«.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على مفاوضات الصفقة أنها تشمل الكسندر ميرتشيف، وهو مستشار لحكومة كازاخستان في واشنطن، ومساعده كالويان ديميتروف. وأشارت إلى أن بيرل شارك في مناسبات تشجع على الاستثمار في كازاخستان، الدولة الآسيوية الوسطى الغنية بالنفط، والتي تورط رئيسها نور سلطان نزاربييف في تحقيق أميركي منذ التسعينيات حول الفساد في شركات النفط. ونقلت سفارة كازاخستان في واشنطن عن بيرل وصفه نزاربييف بأنه »حكيم ولديه رؤية«.
وقال بيرل للصحيفة إن ميرتشيف صديق له، أمضى ليلة في احد الأيام في منزله في فرنسا. وأضاف أن ميرتشيف »فخور بتأثيره لتحرير اقتصاد كازاخستان«. ونفى محاولة الحصول على امتيازات نفطية. وقال »أنا لست مشتركا في أي كونسورتيوم يشمل ميرتشيف وديميتروف، كما أنني لا أضع خططا لأي كونسورتيوم« يشارك فيه احدهما.
وقال محامي ميرتشيف، بريان شونيسي، إن موكله »لا يعمل على مشاريع نفطية في كازاخستان أو كردستان مع ريتشارد بيرل، كما أنهما لم يقوما بأي صفقات اقتصادية من هذا النوع«.
وأكد المتحدث باسم ممثل »حكومة« كردستان في الولايات المتحدة قوباد الطالباني أن بيرل تحادث مع ممثل الحكومة. وقال »احدى مهامنا هي البحث عن مستثمرين من اجل اقتصادنا في كردستان العراق، وأيضا الرد على جميع الطلبات للحصول على معلومات حول الاستثمار«.
وقال أشخاص على معرفة بالمحادثات إن بيرل تحرى إمكانية الحصول على امتيازات نفطية في كازاخستان، بالإضافة إلى الامتياز النفطي في شمالي العراق.
وأشارت الصحيفة إلى انه من المعروف أن بيرل، الذي كان مساعدا لوزير الدفاع في إدارة الرئيس رونالد ريغان، هو من الداعمين الأقوياء لإسرائيل. وفي الأيام الأولى من إدارة الرئيس جورج بوش كان من أكثر المؤيدين للقيام بعمل عسكري للإطاحة بصدام. وترأس بيرل »مجلس سياسة الدفاع«، الذي يقدم النصائح إلى البنتاغون، إلا انه استقال في آذار العام ٢٠٠٣ بعد انتقادات لدوره كمستشار في شركة للهاتف كانت تحاول إجراء صفقات بيع مع مستثمرين آسيويين.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد