روسيا والصين وإيران: حل الأزمة في سورية سلمياً ورفض التدخل الخارجي
جدد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي موقف بلاده الداعي إلى ضرورة أن يحل منطق الحوار سريعا محل منطق العنف بهدف حل الأزمة في سورية منتقدا في الوقت ذاته سياسة المعايير المزدوجة التي ينتهجها الغرب حيال دول المنطقة.
وقال صالحي خلال لقائه أعضاء الهيئة التاسيسية والشورى المركزية للجمعية الدولية العلمية للخبراء والمحللين السياسيين بمشاركة سورية.. ..إن إيران قامت في هذا المجال بإجراءات جادة وكان آخرها عقد موءتمر الحوار الوطني السوري في طهران تحت شعار لا للعنف نعم للديمقراطية.
وأضاف:إن الغرب وفي الوقت الذي كان يدعم فيه الحكام السابقين لبعض أنظمة المنطقة بدا مع انتصار الشعوب في هذه الدول في محاولة لمصادرة مايجري وتوجيه مايحدث في المسار الذي يخدم مصلحته موضحا أن الدول الغربية توحي للشعوب بأنها تقف إلى جانبها لكنها تسعى في الحقيقة إلى تحقيق مصالحها.
ورأى صالحي أن هذا الموضوع ملموس تماما في سياسات الغرب المزدوجة إزاء قضايا حقوق الإنسان واستخدام الدول للطاقة النووية وثورات شعوب المنطقة وقال..إن تطورات الأحداث في سورية والبحرين نموذج لازدواجية الغرب في مجال حقوق الإنسان حيث إنه يتم تجاهل الاحتجاجات الشعبية السلمية التي تجري في البحرين.
وأوضح صالحي أن الدول الغربية عندما رأت "عدم حصول تظاهرات شعبية واسعة خاصة في العاصمة دمشق كما حدث في بلدان عربية أخرى" عمدت إلى إرسال المسلحين وتزويدهم بالمال والسلاح من أجل تدمير البنى التحتية للدولة السورية خلافا للأعراف والقوانين الدولية.
وأكد صالحي ضرورة متابعة المطالب الشعبية وإجراء الإصلاحات في سورية وقال"أعلنا مرارا أن الإصلاحات ومتابعة المطالب الشعبية ينبغي أن تجري في أجواء هادئة وعبر أصوات الشعب السوري".
وجددت إيران وروسيا رفضهما لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية مؤكدتين أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة فيها.
وقال رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الإيرانية الروسية في مجلس الشورى الإيراني مهدي سنائي خلال لقائه أمس نائب رئيس مجلس الدوما الروسي نيكولاي ليغيشيف في العاصمة الروسية موسكو إن الأزمة في سورية يجب أن تحل عن طريق المجموعات السياسية السورية بالمشاركة مع الحكومة السورية مشيرا إلى أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة والوصول إلى آلية عادلة لكافة الأطراف وأن على الدول الأخرى دعم هذه العملية.
وأضاف سنائي إن الأحداث في سورية تشير إلى أن التناغم بين روسيا و إيران و الصين أمر حيوي و يجب عدم السماح للولايات المتحدة بالزحف باتجاه الشرق الأوسط وروسيا داعيا هذه الدول باعتبارها القوى الثلاث الكبرى في المنطقة إلى تشكيل كتلة واحدة.
من جهته أكد نائب رئيس مجلس الدوما الروسي ثبات موقف روسيا بشأن الأزمة في سورية مشددا على أن الأطراف السورية يمكنها أن تحل قضايا بلدها وأن تدخل الولايات المتحدة والدول الأخرى في سورية يؤدي إلى تفاقم الأزمة فيها.
وفي سياق آخر شدد ليغيشيف على أهمية العلاقات بين روسيا وإيران والجوانب الاستراتيجية للتعاون الثنائي وضرورة تعزيزها داعيا إلى تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين.
كما أكدت الصين وإيران مجددا ضرورة حل الأزمة في سورية بالطرق السلمية ودون تدخل خارجي في الشؤون السورية.
وقال عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون آسيا والمحيط الهادئ "إنه تبادل خلال لقائه في بكين اليوم مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي في إطار الاجتماع الحادي عشر للجنة التشاورية السياسية بين إيران والصين وجهات النظر حول أحدث التطورات المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط خاصة الأزمة في سورية وأنه تم التأكيد على ضرورة الحل والتسوية السلمية لتلك الأزمة دون تدخل خارجي مضيفا إن مواقف طهران وبكين متقاربة حول القضايا الإقليمية.
وأشار عراقجي إلى التعقيد في الأزمة في سورية وقال إننا والأصدقاء الصينيين نرى بأن أي تحول وتغيير في سورية يجب أن يكون وفق إرادة الشعب السوري ونابعا من محادثات الحوار الوطني بين جميع الأطراف السورية موضحا أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر مصيره بنفسه وأنه ينبغي ألا يتم فرض رؤية أو قرار على الشعب السوري من الخارج.
وأضاف عراقجي أنه جرى التأكيد خلال المحادثات مع وزير الخارجية الصيني على ضرورة الوقف الفوري للعنف ووقف إرسال السلاح والمال من الخارج إلى مختلف المجموعات المسلحة في سورية موضحا أنه تقرر في هذا الصدد استمرار المشاورات الوثيقة بين البلدين.
وفي سياق آخر من تصريحه أشار عراقجي إلى أهمية العلاقات الإيرانية الصينية وأضاف أنه تم خلال المحادثات بحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الصلة ببيع النفط وموضوع الاستثمارات الصينية في إيران والتجارة الثنائية وأكدنا على إزالة بعض العقبات القائمة في هذا الطريق واصفا العلاقات الإيرانية الصينية بأنها شاملة ومهمة .
وأوضح عراقجي أن وزير الخارجية الصيني اعتبر الاقتصادين الإيراني والصيني مكملين أحدهما للآخر وأن إيران تعتبر في موضوع الطاقة شريكا مهما للصين.
يذكر أن اللجنة التشاورية السياسية بين إيران والصين تعقد اجتماعاتها سنويا على مستوى مساعدي وزارتي الخارجية في البلدين فيما وصل حجم التبادل التجاري بين إيران والصين خلال العام الماضي إلى 45 مليار دولار.
إلى ذلك أكد ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية أن روسيا تصر على تطبيق بنود اتفاق جنيف لحل الأزمة في سورية وهي تعول على عقد اجتماع جديد لمجموعة العمل الدولية حول سورية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد